لا بد في ظرفي الزمان والمكان من أن يتضمنا " في " ، إلا أن ذلك يختلف بين نوعين من الظروف ، فنوع تقدر فيه " في " تقديرا مباشرا ، وهذا النوع يشمل ظروف الزمان غير المبنية، وظروف المكان غير المقادير .
نحو : سافرت يوم الخميس ، أي في يوم الخميس .
وجلست قرب المدفأة ، أي في مكان قرب المدفأة .
ونوع لا تقدر فيه " في " تقديرا مباشرا ، بل بتأويل ، وهذا النوع من الظروف يشمل ظروف الزمان المبنية ، وظروف الأماكن الدالة على المقادير .
فالظرف " إذا " مثلا مبنى لتضمن معنى " من " لذلك يكون تقدير " في " فيه غير مباشر . فإن قلنا : إذا أتيحت لي الفرصة فسوف أزورك .
كان التقدير : إن أتيحت لي الفرصة في أي وقت فسوف أزورك .
وكذا الحال في بقية الظروف المبنية : إذ ، ومتى ، وأيان ، ومذ ، ومنذ .
ومثال الظروف الدالة على المقادير قولنا : مشيت كيلا أو فرسخا .
والتقدير : مشيت في مكان يقدر بكيل أو فرسخ .
2 ـ إذا كان الفعل مما ينقضي شيئا فشيئا ، وجب إظهار " في " مع ظرف الزمان .
نحو : حفظت القصيدة في ثلاثة أيام ، وقطعت المسافة في ساعتين .
3 ـ إذا كان ظرف الزمان و المكان غير متضمنين معنى " في " كان حكمهما كحكم الأسماء المنصرفة ، فيكونان مبتدأ أو خبرا أو فاعلا أو مفعولا ، وذلك حسب موقعهما من الجملة ، كما ذكرنا سابقا .
نحو : يوم الخميس عطلة أسبوعية . " فيوم " مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة .
ويوم الجمعة يوم مبارك .
" فيوم " الثانية خبر مرفوع بالضمة الظاهرة .
ونحو قوله تعالى { قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه }1 . " فيوم " فاعل مرفوع بالضمة .
ونحو قوله تعالى { ويخافون يوما كان شره مستطيرا }2 .
" فيوما " مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة الطاهرة .
4 ـ ذكرنا أن ما كان من الظروف المكانية محدودا ، غير مشتق لم يجز نصبها ، بل يجب جرها " بفي " . نحو : جلست في الدار ، وصليت في المسجد ، ولعبت في الملعب . غير أنه يجوز نصبها ، إذا وقعت بعد أفعال معينة " كدخل ، وسكن ، ونزل ، وتوجه ، وسافر " أو ما يشتق منها . نحو : دخلت الدار ، وسكنت مكة ، وتوجهت المدينة ، وسافرت الشام ، ونزلت مصر .
لكن بعض النحويين ينصبون هذه الظروف بعد الأفعال السابقة ، على التوسع في الكلام بإسقاط حرف الجر ، وليس على الظرفية .
فهي منصوبة انتصاب المفعول به على السعة ، بإجراء الفعل اللازم مجرى المتعدى ، ذلك لأن ما يجوز نصبه من الظروف غير المشتقة ينصب بكل فعل (3) .
5 ـ ينقسم ظرف الزمان من حيث الإجابة إلى نوعين :
نوع يصلح جوابا " لكم " الاستفهامية ، نحو : سرت يوما وبعض يوم ، جوابا لمن سأل : كم سرت ؟
6 ـ تأتى بعض الظروف المعربة غير منصرفة ، كرمضان ، وشعبان ، وألحق بها بكرة ، وعشية ، وغدوة ، وسحر ، وعتمة ، وضحوة .
أما عشية ، وبكرة ، فقد وردتا منونتين في القرآن الكريم .
كقوله تعالى { كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها }4 .