من القائل اتركه يعمل دعه يمر ولماذا قالها ؟



0      0

6
صورة المستخدم

Steve Madison

مشترك منذ : 18-01-2012
المستوى : مساهم
مجموع الإجابات : 230
مجموع النقاط : 212 نقطة
النقاط الشهرية : 0 نقطة

Steve madison
منذ 6 سنوات

كان هذا شعار أطلقه الفيلسوف والباحث الاقتصادي الأسكتلندي آدم سميث. شعار فحواه بشكل عام تقليص تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية إلى أضيق ما يمكن بهدف الدفع بعجلة التنمية نحو الإيجاب, و منه تحرير التعاملات والعلاقات الاقتصادية على أوسع نطاق ممكن فتصبح بذلك الأسواق حرة تلقائية تحكم نفسها بنفسها.
مع الوقت, أخذت فكرة تحرير الأسواق في التطور والتأقلم حسب ما جادت به العقول ذات المرجعية الواقعية والأهداف الاستراتيجية والمستقبلية؛ فظهرت مؤسسات و تأسست منظمات فرضتها الضرورة وألحت على وجودها المصلحة. منها: منظمات التمويل الدولية التي لعبت دورا فاعلا في الترويج لفكرة “تحرير الأسواق” كخلطة سحرية لتحقيق النمو وبالتالي الخروج بفئات المجتمع الفقيرة من خنق الأزمات المالية والرفع من قدرتها الشرائية ومن مستويات عيشها على المدى البعيد.
لكن الواقع رصد عكس هذه التبشيرات, إذ أن “خميرة” الوقت مسحت غبار الزيف عن المدسوسات؛ فالتجربة العملية خصوصا للدول المختنقة والمصنفة “متخلفة” اقتصاديا, ومتدهورة اجتماعيا, والتائهة سياسيا, والمدنسة بآثار استعمار الغرب إجماليًا أوضحت زيادة التدهور في توزيع الدخل وارتفاع متزايد للبطالة والتضخم وحدة الفقر ومنه انهيار قيمة العملات الوطنية و”غطس” أسواقها في وحول السلع الترفيهية. وبالتالي توسعت الفجوة الطبقية بين أوساط المجتمعات فعجزت عن خوض غمار المنافسات الإنتاجية وتعثرت المشاريع بها وفرت الاستثمارات الأجنبية وحتى المحلية.
تحررت الأسواق, و توسعت التعاملات الاقتصادية والعلاقات الدولية بشكل عام، ولكن .. على أشلاء الشعوب!
نعم, أفلحت النداءات والدعاية في تحرير الأسواق, لكن الشعوب عرفت قيودا بشكل استمراري لم تعرف له سابقة.
تأسست ميكانيزمات و آليات تهدف إلى تقييم السلع و البضائع، بل وحتى الخدمات، حتى تتم عمليات البيع والشراء بشكل سلس ما أمكن وفي ظرف وجيز ما أمكن بحيث تصل السلعة والخدمة إلى أي نقطة على وجه البسيطة وتسهل بذلك حياة الناس ما أمكن كذلك.. في الوقت الذي تاه الإنسان عن موضعه مكانيًا وعن موقعه أخلاقيًا، ولم يعد يفهم هل هو المشتري للسلعة أم هو السلعة نفسها؟ أما المنتوج المعروض فمن يملكه؟
سلطنت الأسواق, فأصبحت نشوة الملك والامتلاك والتملك حديث صمت وعلن الصغير والكبير, بل ما عاد لمعيار السن معنى: الأبناء يلحون في الطلب بل لا راحة لهم إلا في امتلاك ما لمحت العين و اشتهت النفس، والآباء لا يهنأون إلا عند تكميم أفواه أبنائهم بالمطلوب والمرغوب فيه.. خلاصهم في الاستجابة لإلحاحات أبنائهم, هؤلاء الذين بدورهم يخضعون لإكراهات الشارع والمؤسسات التعليمية والتكنولوجية الحديثة.. كل شئ أصبحت تحكمه موضى.. و أي موضى! و كل شئ يسير حسب تعليمات المسيرين الحقيقيين للعالم: ملاك كبرى الشركات العابرة للقارات التي لا تعترف بأي صنف من القيود أو الخطوط الحمراء, ماضية في ” التهام ” كل ما يمكن أن يعرقل مسيرتها الربحية غير آبهة لا بأخلاقيات ولا بمرجعيات ولا بصرخات الرشد, منصرفة إلى حسابات الربح و الخسارة ولغة الأسعار ومؤشرات القيم والأسهم والأرقام وفرص الكسب ومواطن ضخ الأموال!


  • الأسئلة :11
  • الإجابات:230
  • مشترك منذ:2012-01-18
  • المستوى:مساهم
  • النقاط الشهرية :0
  • مجموع النقاط:212