محمّد الفاتح هو السّلطان محمّد الثاني المولود في 1429م- 1481م، ويعدُّ السّلطان السّابع في ترتيب خلفاء آل عثمان لقّب بالفاتح وبأبي الخيرات، دام حكمه قرابة ثلاثين سنة، وقد تكلّل حكمه بالخير وعزّة المسلمين، وقد تولّى خلافة الدّولة العثمانية بعد وفاة والده، في 16محرّم 855هـ الموافق لـ 18 فبراير 1451م، وكان يبلغ من العمر آنذاك 22 عامًا، ولقد كان يمتاز محمّد الفاتح بشخصيّة فذّة جمعت بين الشّجاعة والعدل، كما أنّه امتاز بغزارة علمه الذي كان يتلقّاه في مدرسة الأمراء، ومعرفته للعديد من لغات عصره، وحبّه الشّديد لمطالعة كتب التّاريخ، ممّا كان له دافعًا لظهوره وابراز شخصيّته في حسن الإدارة وميادين القتال، حتّى اشتهر بالفاتح لفتح القسطنطينيّة التي عصت على كثيرٍ من القادة قبله، ومن أهمّ أعماله:[٢] سار على نهج أبيه السّلطان "عثمان" مؤسّس الدّولة العثمانيّة وأجداده من قبل في الفتوحات. أعاد هيكلة إدارات ومؤسّسات مرافق الدولة بعد تولّيه الحكم بما يعود عليها وعلى الشّعب بالخير والصّلاح. ركّز على تطوير كتائب الجيش، من خلال دعمه لهم بالمال والسّلاح المتواجد لديهم آنذاك. أعاد هيكلة إدارة الأقاليم بتثبيت الولاة الصّالحين وإقالة الظّالمين والمقصّرين. طوّر البلاط السّلطاني، وأمدّهم بما يحتاجون إليه من خبرات إداريّة وعسكريّة، ممّا ساهم في الاستقرار والتّقدّم. تطلّع بعد استقرار دولته وتحقّق قوّة جيشه إلى فتح البلاد المسيحيّة ونشر الإسلام فيها. فتح القسطنطينيّة عاصمة بيزنطة، وتحويلها إلى عاصمة الدّولة العثمانيّة.