الأنبياء والرسل كثيرون جداً من حيث العدد؛ فقد كان الله سبحانه وتعالى يُرسلُ الرّسلَ للأقوام ثمّ يبعث في هؤلاء أنبياء كثيرون يُؤكّدون رسالةَ الرسول الذين سبقهم ويدعونَ الناسَ للالتزامِ بتلك الشريعةِ التي جاءَ بها الرسول، وقد ذكر القرآن الكريم من الأنبياء والرسل خمسةً وعشرين وهم: آدم، وإدريس، ونوح، وهود، وصالح، وإبراهيم، ولوط، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، ويوسف، وشعيب، وأيوب، وذو الكفل، وموسى، وهارون، وداود، وسليمان، وإلياس، واليسع، ويونس، وزكريا، ويحيى، وعيسى، ومحمد عليهم الصلاة والسلام جميعاً. [٧] بالإضافة لهؤلاء جميعاً هناك رسلٌ كثيرون وأنبياء كثيرون جداً لم يرد ذكرهم في القرآن الكريم، ودليل ذلك قوله تعالى: (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا)[٨]، وورد في عدد الأنبياء حديثٌ عن سيدنا محمد - صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الذي يرويه أبو ذر -رضي الله عنه- أنه قال: (قُلتُ : يا رسولَ الله، كَمٍ المرسلونَ؟ قالَ: ثلاثمائةٍ وَبِضعَةَ عشرَ جمّاً غفيراً ) وفي رواية أبي أمامة، قال أبو ذر: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَمْ وَفَّى عِدَّةُ الْأَنْبِيَاءِ؟ قَالَ: " مِائَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا الرُّسُلُ مِنْ ذَلِكَ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا )[٩]، فهذا الحديث يشير إلى أنّ عدد الأنبياء هو مائة وأربعةٌ وعشرون ألفاً علمنا منهم القليل جداً، والكثيرون يجهلون أسماءهم وأقوالهم ولا شك أنّ في ذلك حكمةٌ ربانيةٌ قد يجتهد البشر والعلماء بذكر بعض هذه الحكم ولماذا أخفى الله عنّا هؤلاء الأنبياء وأحوالهم مع أقوامهم ولكنّها تبقى اجتهادات ربما توافق الصحيح وربما لا تكون صحيحةً، ولذلك يكتفي المسلم بالإيمان بجميع الأنبياء والرسل فالإيمان بهم واجبٌ وطاعةٌ لله سبحانه وتعالى.