لا شك أن هذا شذوذ وانحراف عن الفطرة التي فطر الله الخلق عليها، فإن الرجل ينبغي أن يعتز برجولته، وأن يأنف من مشابهة المرأة. والمرأة كذلك ينبغي أن تعتز بأنوثتها، وأن تأنف من محاكاة الرجال ومشابهتهم.
وهذا الانحراف الخلقي له أسباب كثيرة: منها سوء التربية، ومنها ضعف الإيمان، ومنها أمراض وعقد نفسية يشعر معها الإنسان بالنقص، فيحاول لفت الأنظار إليه ولو بهذا السلوك الشائن.
ومنها ما هو خارج عن اختيار الإنسان، وهذا يرجع إلى طبيعة تكوينه الخلقي، وهذا إن صبر واحتسب وجاهد نفسه على لزوم سلوك بني جنسه وعدم التشبه بالجنس الآخر فلا إثم عليه، كأن يكون صوت الرجل ناعماً كصوت الإناث، أو أن يكون شديد الرقة والنعومة ونحو ذلك، وإنما المحرم الممنوع هو تعمد ذلك وتطلبه.
وهذا الانحراف يبلغ ذروته ومداه إذا ترتب عليه الوقوع في محرم