الكاتب . مصطفى عدنان
السلام عليكم
ذكَرنا في العنصر السّابق أنّ الزّوجَيْن فقط يَسمح لهما الإسلام أن يَتَعَرَّيا أمام بعضهما ويتَمتَّعَا ببعضهما في الفراش ، وهو ما يُسَمَّى بالمعاشرة الزّوجيّة أو الاتّصال الجنسي . خلال هذا الاتّصال ، يُدخِلُ الزّوجُ ذَكَرَه ، أي عُضوَه التّناسُلي ، في فَرْج الزّوجة ، أي في قُبُلها ، في الفتحة التي بجانب فتحة البول ، ويَقذفُ فيها المنيّ الذي يَخرج من ذَكَره .
هذا المنيُّ يتكوّن من حيوانات مَنَويّة صغيرة جدّا لا تُرى إلاّ بالمجهر ، تَدخُلُ داخل فَرْج الزّوجة وتلتَقي ببُوَيضَتها فتُلَقّحها ، وبهذا يتكوّن الجنينُ ويَكبُر في هذا المكان الذي يُسَمَّى بالرَّحِم . وبعد تسعة أشهر ينزلُ المولود من رَحِم المرأة ويخرج من قُبُلها ، من الفتحة التي دخلَ منها المنيُّ أوّل مرّة .
هكذا إذًا تَتمُّ عمليّة الإنجاب ، وهكذا وُلِدنا جميعًا . فالمرأة لا تستطيع إذًا أن تُنجبَ أطفالاً بمفردها ، وإنّما لا بُدّ أن يَتَّصل بها رجلٌ جنسيّا ويُدخل ذَكَره في فَرْجها ويُنزل فيه المنيّ ، لكي يتمّ ذلك. ولهذا ، لا تلِد المرأة عادةً إلاّ بعد الزّواج .
لكن ، إذا حصل اتّصال جنسي بين رجُل وامرأة أو شابّ وشابّة قبل الزّواج ، فيُسَمَّى ذلك زنَا ، ويُسَمَّى الرَّجل زان والمرأة زانية ، وهو من الذّنوب الكبيرة .
نصلُ الآن إلى مسألة الفتاة العذراء أو البِكْر . ففي فَرْج الفتاة يُوجَد غشاء رقيق يُسَمَّى غشاء البكارة . وعندما تتزوّج الفتاة ، وفي أوّل اتّصال جنسي مع زوجها ، يُدخِلُ الزّوجُ ذكَره في فَرجها ، فيتمزّق غشاء البكارة دون ألَم ، ويَسيلُ دَمٌ من الفَرج .
لهذا ، يُقالُ للفتاة عذراء أو بِكْر ما دامتْ لَم تَتزوَّج ، لأنّ غشاء البكارة ما زال في مكانه .
لكن إذا وقعَت الفتاة في معصية الزّنا قبل الزّواج ، وسَمحَت لشَابٍّ أن يَتَّصل بها جنسيّا ، فعند ذلك نقول بأنّها فقدَتْ عُذْريَّتها وبكارتها وشَرَفها !
فحذار حذار يا ابنتي أن يُغَرّر بكِ أحد الشّباب ويُفْقدك شَرفك ويُلَوّث سُمعتَك وسُمعة عائلتك ، ويَبقَى هذا العار يُلاحقك طيلة حياتك ، بالإضافة إلى سَخَط الله وشديد عقابه !
وحذار حذار يا ابنتي أن تُغرّر بكِ إحدى النّساء أو الفتيات الشّاذّات ، فتَلمَس جسَدَك وعورتَك وتَجُرّك إلى جريمة السّحاق ، وهي اتّصال المرأة بالمرأة .
وحذار حذار يا بُنَيّ أن تُلَوّث عرضَك وتُغضب ربّك من أجل لذّة عابرة فانية ، أو أن يُغرّر بكَ أحد الرّجال أو الشّباب الشّاذّين ، فيَلمَس عورتَك ويَجُرَّك إلى جريمة اللّواط ، وهي اتّصال الذَّكَر بالذَّكَر .
فالزّنا واللّواط والسّحاق هي من كبائر الذُّنوب التي تجلبُ سَخط الله في الدُّنيا وعذابه الشّديد في الآخرة ، بالإضافة إلى ضياع الشّرف، واحتمال الإصابة بطاعون هذا العصر وهو الإيدز (أو السّيدا) .