في عام 1606 اكتشفت استراليا
كان السكان الأوائل من شعوب السكان الأصليين الأبوريجين الذي هاجر للقارة منذ 60 ألف سنة من جنوبي شرق آسيا، عندما كانت المياه حولها ضحلة وتسمح لأفراده بالترحال إليها بحرا. ثم ارتفعت المياه المحيطة مما عزلت هؤلاء الوافدين إليها من الاتصال بموطنهم الأصلي وأصبحوا معزولين داخل قارتهم الجديدة. وكانت هذه القارة مجهولة للعالم الخارجي حتي القرن 17. وكان هؤلاء المهاجرون جامعي الثمار وصائدي الحيوانات والأسماك ولم يربوا الحيوانات الأليفة. وكانوا يفلحون أرضهم بإشعال النيران فيها لتطهيرها، و ليمكنوا الحشائش النضرة من النمو ولجذب حيوان الكنغر وغيره ليصطادوها. وكانوا يقيمون سدود المياه، ويغيرون مجاري الماء، ويتحكمون في مخارج برك المستنقعات والبحيرات لتربية الأسماك في مزارع سمك. ورغم أنه شعب بدوي إلا أنه خلال الـ 3000 سنة الماضية كان يتسارع في التغيير مرتبطا بأرضه مستخدما آلاته الحجرية. وكان الإستراليون القدماء يمارسون التجارة مع الأطراف البعيدة بالقارة. وتواءموا مع العوامل البيئية وكانت لهم سماتهم الثقافية والحضارية. عندما اكتشف القارة الرجل الأوروبي في أواخر القرن17 كان يوجد فيها أكثر من 250 اللغة متداولة. وقد انقرض معظمها في مطلع القرن 19. وكانت المجموعات البشرية هناك ثنائية اللغة أو متعددة اللغات. و هذه المجموعات كان يطلق عليها اسم قبائل.
قامت بأستراليا حضارة موراي في أقصى جنوب القارة حول نهري جارلنج وموراي. ومياهما من فيضانات مياه الجليد المنصهر. وبهما بحيرات من بينها بحيرة مونجو حيث عثر حولها علي هيكل إنسان أبارجين الأول. وكان لطفلة عمره 26 ألف سنة. كما عثر علي جماجم عمرها 13 ألف سنة وهيكل عظمي لإنسان مونجو وجماحم تشبه إنسان الصين. مع مجيء المستوطنين الأجانب قلّت أعداد الشعب الأصلي نتيجة للتطهير العرقي و الإبادة الجماعية الذي تعرضوا لها ولظهور الأمراض المعدية التي لم يكن لديهم مناعة مكتسبة ضدها, ولسوء المعاملة التي كان يعامله بها الأوربيون المستعمرون. وأول المستوطنين الأوربيين وفدوا إلي جنوب شرقها سنة 1788م. حيث أقاموا مستوطنة بريطانية تطورت لمدينة سيدني سنة 1787 م. في سنة 1850 م سمحت بريطانيا للمستعمرات الأسترالية بوضع دساتيرها الخاصة بها وحكم ذاتي فعلي