الفروقات بين العلم والمعرفة هناك فروقات عديدة بين المعرفة والعلم نذكر بعضاً منها كالتالي: لو تمّ اشتقاق اسم الفاعل من الفعل علِم لأصبحت عالِماً، وأمّا اسم الفاعل من الفعل عرَف فهو عارف، ولو تعمقنا كثيراً لنجد من أسماء الله الحسنى هو العالم وليس العارف، فالله عزّ وجل عالم الغيب والشهادة، لأنه لا يدرك الأمور بالتفكير سبحانه وتعالى وفوق كل ذي علمً عليم، ولهذا كلمة العلم هي الأعم بشكل واسع ودقيق عن كلمة المعرفة، فالمعرفة تتولد من خلال العلم. تختص المعرفة بذات الشيء وأمّا العلم فيختص بصفة الشيء، ومن أبرز الأمثلة على ذلك هو ما أمرنا به الرسول عليه الصلاة والسلام من التفكر بخلق الله عزّ وجل، وليس التفكر بذات الله عزّ وجل، وهذا ما ذكرته الآية الكريمة: ( فاعلم إنه لا إله إلا الله)، فالله واحد ولا يجوز الخوض في البحث عن ذات الله عزّ وجل، ومن الأمثلة الأخرى نقول علم القاضي الحقيقة وعرفها. علم القاضي الحقيقة أي بحث في الحقيقة من خلال الأدلة والنتائج ، وعند وضوح ذلك عرف الحقيقة فالعلم سبق المعرفة. تدخل المعرفة في تفصيل الشيء بينما العلم يدخل في مجمل الشيء، ومن أبسط الأمثلة على ذلك نجد فلاناً يختص بإدراك اللغة العربية من حيث النحو والصرف والبلاغة والشعر أي أبحر في علم اللغة العربية، وفلاناً آخر يعلم عن اللغة العربية ولكن ليس بالتفصيل، ولهذا يعتبر الأشخاص الذي يتقنون تدريس اللغة العربية ومتخصصين بها هم من لديهم المعرفة عن علم اللغة العربية. العلم أساس وقاعدة تبنى عليها المعرفة، حيث يسبق المعرفة الغفلة والجهل وغياب الحقيقة، وبينما العلم لا يسبقه الغفلة. وبعد إدارك المعرفة وبيانها، ثم إنكارها يصبح الشخص جاحداً بمعنى عندما يعلم قدرة الله تعالى وتقديره للأرزاق وينكر أنّ الرزق بيد الله تعالى، يصبح جاحداً لنعم الله تعالى وفضله.