ترسيخ القناعة بالقدوة الحسنة
فلا بد من تعليم الطفل أن يكون قنوعاً بما لديه من طعام وشراب و أدوات مدرسية و ألعاب ، و عليه أن يعلم أن هناك أطفالاً لايمتلكون نفس الأشياء البسيطة من وجهة نظره ، وإن بدأ الطفل بالتذمر من أن أقاربه و أصدقائه يمتلكون أشياء لا يمتلكها و يريدها فعلى الأم إقناعه بأنه لن يستطيع الحصول على كل شيء يريده و عليه أن يحمد الله لأنه يملك أشياء غيره لا يملكها .
كما أن ترشيد الاستهلاك و تعليم الطفل إدارة مصروفه والقناعة يبدأ بالقدوة الحسنة من الأهل بالدرجة الأولى , فالأهل المسرفون الفوضويون في الإنفاق لن يعلموا أطفالهم سلوكاً مختلفاً ، و لا بدّ للأهل من تخصيص مصروف يومي محددّ للطفل يتناسب مع قدرتهم الماديّة و مع عمر الطفل بآن واحد , و يجب أن نعلم الطفل أنّه إن أراد أن يشتري بمبلغ يتجاوز مصروفه اليومي فلا بدّ له من أن يخطط لذلك ، و يوفر من مصروف يوم أو عدّة أيام مثلاً ليتمكن من شراء ما يحبّه في يوم آخر، و قبل اصطحاب الطفل إلى السوق لا بدّ من الاتفاق المسبق على المبلغ الذي يمكن لنا إنفاقه و لا نستطيع تجاوزه بأي حال من الأحوال , و نترك للطفل حريّة الاختيار ضمن حدود هذا المبلغ ولا نقبل بتجاوزه مهما كان , أو نتفق معه على شراء قطعة واحدة فقط من الحلوى مثلاً لا أكثر , و نفهمه أن إخلاله بالاتفاق سيحرمه من متعة مرافقته لنا إلى السوق , ولا نرضخ لإلحاحه دون أن نخجل من الآخرين الذين يحيطون بنا