ما سر الاهرام المصرية ؟



0      0

8
صورة المستخدم

Anas Rharrab

مشترك منذ : 20-12-2011
المستوى : مساهم
مجموع الإجابات : 729
مجموع النقاط : 799 نقطة
النقاط الشهرية : 0 نقطة

Anas Rharrab
منذ 12 سنة

نظرية الدكتور محمد تامر عبد الله كالو تكشف سرّ بناء أهرامات مصر - حمص - سوريا - 2008م

لا شكّ أنّ بناء الأهرام كان يتطلّب قدرات هندسيّة عالية الدقّة ومعرفة ودراية بالزّوايا والمثلّثات والهندسة الفراغيّة. إنّ فكّ الّلغز المحيّر المتمثّل في كيفيّة رفع الأحجار الثقيلة لبناء الأهرام الشّاهقة الارتفاع والّذي عجز عن تفسيره الكثيرون كان هو الدّافع الرّئيسي لنشوء نظريات عديدة تحاول تفسير ذلك، وأرجحها تلك الّتي تكلّمت عن استخدام المطبّات الرّملية حول الهرم؛ ثمّ رفع الأحجار عليها إلّا أنّ هذه النّظرية صعبة ومعقّدة للغاية ولا اعتقد أنّها واقعة تاريخيّا. والنّظرية الّتي سأقدّمها فيما يلي هيّ الأرجح بنظري في تفسير بناء الأهرام، وذلك لسهولة تنفيذ البناء ومنطقيّتها من ناحية وتوافقها مع طبيعة الأرض حينها من ناحية أخرى، وسوف أشرحها بشكل مبسّط.

_ فكرة تقريبية:

وهي فقط لتقريب الفكرة والتمهيد للمرحلة الثّانية الّتي تمثّل كيفيّة الإنشاء ..

إنّه النيل.. باني الأهرامات الشّامخة..
نعم.. النيل.. ولا عجب.. فكما نعلم أنّ فيضانه كان يستمرّ لثلاثة أشهر وأنّه استخدم كوسيلة مواصلات أساسيّة في نقل الأحجار عبر سفن مخصّصة لتصل إلى مكان الهرم، وهذا ليس بجديد وليس خافيّاً على أحد، ولكنّ الجديد في نظريتي أنّ الأهرام بنيت على سطح الماء، و أنه هو البناء الوحيد الّذي بني بهذه الطريقة.. لا تستغربوا ذلك؟
فلا غرابة إذا عرفنا طبيعة التضاريس لأرض مصر ولحوض النيل منذ أكثر من ألفي عام قبل الميلاد، فهي لم تكن حالها كحال اليوم إذ كانت تتشكّل البحيرات الكبيرة أثناء الفيضان، والّتي تصل لارتفاعات مائيّة كبيرة استطاع الفراعنة بذكائهم أن يقدّروا عمق هذه البحيرات وذلك بضبط وقياس مدى ارتفاع مستويات المياه على المرتفعات من حولها؛ فقرّروا أن يركبوا النّيل وقت الفيضان حاملين الأحجار الضخمة عبر سفنهم ليبنوا الطّابق الحجري الثّاني عندما يصل مستوى مياه النيل إليه بعد رصفهم لأحجار الطّابق الأول قبل حدوث الفيضان؛ وهكذا فعندما يرتفع الفيضان أكثر ليغمر مستوى أحجار الطّابق الثّاني يتمّ حينها بناء الطّابق الثّالث فوقه ثمّ الرّابع وهكذا لينتهي بالتّدريج بناء الأهرام.

- بناء الأهرام:

وهي تقرّب للأذهان كيفيّة البناء الواقعي والحقيقي؛ فالمصريّون لم يتح لهم حسب ظروف الفيضان أن يتمكّنوا من بناء الطّابق الحجري الثّاني وينتهوا من انجازه كاملاً لينتقلوا بعدها لبناء الطّابق الثّالث وإنهائه أيضاً ثمّ بناء الّذي يليه وذلك لارتفاع مستوى المياه. فالفيضان يشتدّ ويضعف ولا بدّ من طريقة وخطّة هندسيّة يتمكن الفراعنة فيها من بناء هرمهم الكبير دون أن يعيقهم ذلك ؛ فكان لا بدّ أن يتمّ بناء الطّابق الثّالث مثلاً دون أن ينتهي بناء الطّابق الثّاني كاملاً وأن يبنوا بعض الأحجار من الطّابق الرّابع فوق ما بُني من الطّابق الثّالث حسب مستوى ارتفاع المياه حتّى وإن لم ينهوا بناء الطّابق الثّالث؛ فابتكروا الطّريقة التّالية والّتي يتمّ عبرها ترصيف الأحجار بالقرب من بعضها البعض عند المداخل للهرم، وبعدها يتمّ ترصيف الأحجار راكبين المياه يرصفون الأحجار بحسب الفيضان صعوداً إن صعد ونزولاً إن نزل؛ فالخيارات متاحة أمامهم ولديهم مجال عمل واسع للبناء بعدّة طبقات. وهكذا كان بإمكانهم بناء الأهرام مستغلّين أكبر فترة زمنية ممكنة للعمل بحيث لا يتوقف العمل حال ارتفاع مستوى مياه الفيضان، مع الإشارة إلى أنّ هذا العمل لا يتم انجازه خلال سنة أو سنتين؛ فكما نعرف أنّ بناء الأهرام الواحد قد يحتاج إلى حوالي عشرين سنة في حال كان كبيرا كبناء الهرم خوفو. وإنّ مدّة الفيضان طويلة نسبيّا تصل إلى ثلاثة أشهر حسب الدراسات التاريخية، وهي توفّر إنجاز عمل مهمّ خلال السّنة الواحدة. وبعد معرفتنا لهذه الطّريقة لن نستغرب من دقّة الزّوايا والمستوى الأفقي للأحجار وشاقوليّة محور الهرم الّتي حيّرت العقول والألباب فالمياه هي المقياس ولا يوجد أدقّ من مستوى الماء ليكون ضابطا ًومقياسا. وهذه النّظرية واقعيّة وعمليّة وتزيل الكثير من الشبهات وتتناسب مع عصر ألفين قبل الميلاد وهي علميّة بعيدة عن الخرافات والخزعبلات الّتي كثرت حول تفسير بناء الأهرامات وهي جديرة البحث.
وتم شرح كل ذلك وآلية البناء للهرم بشكل مفصل في كتابي :
( يعرشون – نهاية المرام في سرّ بناء الأهرام )
فالأمر يتعلق بتشكّل دلتا النيل، فقد كان يوجد إختناق طبيعي في رأس الدلتا يقف عائقاً لتقدم مياه نهر النيل أثناء الفيضان فيؤدي بذلك لحجز مياه النيل خلفه مشكلاً بحيرة الجيزة قديماً، والخرائط الجيولوجية الآن تبين أثره.
وأحبّ هنا أن أضع بعض الأدلّة من كتاب - يعرشون - وقد أفردت لها باباً في كتابي، وليس كلها لعدم الاطالة :

_ تجمّع الأهرامات الكبيرة الحجم مع بعضهم البعض في مكان واحد يوحي بأنّ للمكان خصوصيّة فريدة لعمليّة للبناء .
_ اتساع مجرى نهر النيل سابقاً عن الآن يبيّن لنا صحة هذه النّظرية
_ وجود أكوام الأحجار والرّمال حول أهرامات أخرى لا يفسّرها القول بأنّها وضعت حول الأهرامات من قبل العمّال لدعم نظريّة المطبّات الرّملية بل يدلّ على الرّواسب الّتي كان يحملها النّيل، والّتي كانت من طبيعة مختلطة من أحجار ورمال .
_ إنّ سبب التآكل الكبير للجدران الجانبيّة للهرم هو جرفها بمياه الفيضان
_ تدوير الحواف للأحجار في زوايا الهرم يفسّرها التآكل مع المياه والرواسب الّتي يحملها النيل .
_ بقاء ما يشبه القبّعة فوق هرم خفرع يفسّره أنّ التّعرض للاحتكاك كان أقل من المستويات الأدنى للهرم حسب نظريتي فالمستويات الدّنيا تتعرض للتآكل والحتّ لفترات زمنية أطول وبشدّة أعلى أثناء الفيضان نسبة لقمّة الهرم .
_ تدعيم الفراعنة للمناطق السّفلية للهرم بأحجار من نوع خاص صلب كان ذلك لمقاومة ضغوط المياه الكبيرة وتقليل الاحتكاك .
_ وجود المياه بشكل كبير كمكوّن في تشكيل أحجار الأهرامات كما أظهرت بعض الدّراسات التحليليّة لها دليل على أنّها تعرّضت للغمر لفترات طويلة من الزّمن من مكان جلبها وأيضاً مكان توضّعها ضمن الهرم .
_ نعومة الملمس الخارجي للأحجار تفسّره النّعومة النّاتجة عن حركة المياه .
_ كانت الأحجار كبيرة الحجم لتمنع المياه من جرفها وإلّا لماذا يكابدون العناء ويأتون بأحجار بهذه الضّخامة ، وقد عرفوا وأتقنوا بناء المنازل وصناعة الآجر ، فيمكنهم بناء هرم من أحجار أصغر من الّتي استخدموها وهو أسهل لهم وأسرع زمنا ، ولكن لا يوجد تفسير لذلك إلّا أنّ ضخامة الأحجار كانت ضرورة حتمية لضمان مقاومتها للفيضان وعدم جرفها ولثبات الهرم .
_ وجود السّفن الثّلاث بالقرب من هرم خوفو يدلّ على أنّ مستوى النّيل كان يصل للأهرامات تماماً ، والسؤال الّذي يطرح كم هو ارتفاع مستوى النّيل عند حدوث الفيضان فلا شكّ أنّه سيحيط بالهرم ويغمره أيضاً .
_ نلاحظ من خلال بناء الأهرامات أنّها رباعيّة الوجوه وبالتّالي تحتاج لعدد أحجار أكثر من أن لو كانت ثلاثيّة الوجوه ورأينا أنّهم كانوا يختصرون بعض الأحجار بركوبهم تلّة طبيعية كما هو حال خفرع أو جعل التلّة داخل الهرم كما هو الحال في هرم خوفو فلو أنهم يستطيعوا بناء هرم ثلاثي الوجوه لفعلوا ذلك لكنهم ليس لديهم القدرة على ذلك ؛ وتفسيري السّابق في البناء يبيّن عدم مقدرتهم على فعل ذلك لأنّ عمل هرم ثلاثي الوجوه أصعب في الحساب والمقاييس والتّنفيذ من الهرم رباعي الوجوه ، ولو أنّهم بنوا الأهرام بطريقة الرّمال لكان من الأجدى بناء ولو هرم واحد ثلاثي الوجوه لسهولة وسرعة بنائه مقارنة بالهرم رباعي الوجوه .
******* وهناك الكثير من الأدلة في الكتاب ، وشرح مفصّل لتشّل دلتا النيل لمن يريد
عنوان الكتاب : يعرشون ( نهاية المرام في سر بناء الأهرام )
تأليف: الدكتور محمد تامر عبد الله كالو