بسم الله الرحمن الرحيم
كان مقتل الخليفة علي واستشهاده- رضي الله عنه-، على أثر وقعة (النهروان) تلك التي التقى فيها علي – رضي الله عنه- مع (الخوارج) فهزمهم، وقتل عدداً منهم، وكسر شوكتهم، وعلى إثر هذه الوقعة، اجتمع ثلاثة من الخوارج، وتشاوروا واتفقوا على قتل كل من علي ومعاوية وعمرو بن العاص – رضي الله عنهم أجمعين- وتبيتهم في ليلة واحدة، وكان المسؤول عن قتل علي – رضي الله عنه- عبد الرحمن بن ملجم المرادي (أحد الخوارج)، الذي شحذ سيفه وسمّه، ثم ترصد لعلي – رضي الله عنه- حين خروجه لصلاة (الغداة) في مسجد الكوفة، فلما خرج ضربه بالسيف، فكانت الضربة استشهاداً لعلي –رضي الله عنه-، وذلك في رمضان عام أربعين للهجرة، أما المكان الذي دُفن فيه علي –رضي الله عنه-، فقد اُختلف فيه، ومع أن ابن الجوزي – رحمه الله- ذكر عددًا من الروايات في ذلك، فقد قال: (والله أعلم أي الأقوال أصح) (المنتظم 5/178)، ومما ينبغي أن يعلم أن طائفة من أهل العلم أنكروا أن يكون المشهد الذي بـ (النجف) مكان قبر علي –رضي الله عنه-، وممن أنكر ذلك شريك النخعي (قاضي الكوفة) والمتوفى في سنة
178هـ، ومحمد بن سليمان الحضرمي، المتوفى سنة 297هـ (الصلابي/ علي بن أبي طالب/ 903)، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وأما المشهد الذي بالنجف، فأهل المعرفة يتفقون على أنه ليس بقبر علي، بل قيل: إنه قبر المغيرة بن شعبة، وإنما أتُّخذ هذا المشهد في دولة بني بويه (وهم من الرافضة)، وذلك بعد نحو من ثلاثمائة سنة من موت علي –رضي الله عنه-". [الفتاوى (4/446-502)]. والله أعلم.