ما هي الدهماء؟

Khalifab13
منذ 12 سنة

الداهية الدهماء هى فتنة الفتن والضلال فيها هى المبالغة فى الخصومة . وهى فتنة قائمة على المصالح والمصالحة على بيع المبادئ والقيم عندما تكون القيم والمبادئ هو ما يباع ويشترى حينما تصبح الأخلاق سلعة فى سوق النخاسة ويتدخل الدين فى شئون الساسة فيتحول من طهارة إلى نجاسة من نقاء صافى متلألأ يرجع من قيم السماء إلى رجس خسيس أرضى من مصالح الشيطان . وحينما يتحول الإنسان بوجهه من عالم المثل ويتزحزح إلى عالم المصالح وتصبح القيمة مادية بديلا عن القيمة المعنوية ويختلط الحابل بالنابل فيخضع البشر لسلطة المتسلطين أصحاب المصالح والمنافع ولكل صاحب مصلحة هوى فقد تصبح المحبة الظاهرة ستارا بريئا لتهمة الخيانة حينما يكون الإنسان ظاهرا غير ما يبطن فإنه يتحول من إنسان إلى حيوان بل أدنى من الحيوان مرتية لأنه يشتهى والحيوان لا يشتهى .
فالحيوان تحركه الغرائز الفطرية والغرائز الفطرية تشبع على قدر الإحتياج أما الإنسان فإن له إرادة إما أن يملكها وإما أن تملكه فإن ملكها سخر كل شئ لمراده وهواه فإن ضل أو زاغ عن الحق فإنه يذلل الأشياء لتتماشى مع ضلاله
وفى طريقه لفعل ذالك قد يكفر بكل نعمة كفرا سلوكيا ظاهرا فعلا يخالف القول وعملا يخالف النقل قد يحول القيم عن وجهتها الحقيقة لينال أغراضه الخفيه فقد يركب الجمهور باسم القيم والمبادئ العليا من أجل أغراضه المضله بل ويفرض على الجمهور معتقداته الخاصه والتى هى بالتأكيد تناسب مصالحه الدنيه ومطالبه العاجلة دون الآجلة فإنه وإن كان على نوعين :-
1- نوع يقود الجماهير بالتسلط والسيادية
2- نوع يقوده الجماهير بالإزدلاف والمداراة حتى يصل بهم إلى غايته
وكلا النوعين ينتهى به الحال فى مزبلة التاريخ يلعنه الناس حتى وهم فى قبورهم بل قد يلعنهم الناس حال حياتهم بعد أن تنقلب الحال وينقلب السحر على الساحر ويمسك بزمام الأمور محتال آخر .
والصنف الآخر هو ذالك الصنف الذى تملكه الإرادة فيصبح منقادا لكل هوى أو غرض وهؤلاء هم الدهماء يتبعون كل ناعق ويحكمون الهوى ويزيغون عن الحق ويلبسون الحق ثوب الباطل والباطل ثوب الحق كل على حسب غرضه وهواه ولا يكون ذلك عن ضعف ودعه بل على مصلحة ومصالحة وهوى وضلال وغى مطبق على الأفهام وعقول دون تعقل وتعصب وتحزب . وإذا كانت القيم والأخلاق هى ما يباع فى سوق النخاسة وإذا كان الدين هو ذالك الشئ السحرى الذى يبرر للناس أفعالهم من باب الحرام والحلال لا من باب الضمير الإنسانى ومرجعيته وحكم العقل البشرى المتبصر على الأفعال بميزان الإنسان لا بميزان الإله ولأن الدين أمسى مطية يركبها كل من يريد أن يركب الناس فإنه يتعرض إلى تحريف مستمر ومتناقض حتى يتسنى للمنتفع أن يطأ ظهور الناس بما يسميه القيم الدينية وتصبح هذه القيم القيم المثالية إلإهيه إلى قيم رجسية أرضية مرتبطة بالهوى والغرض والمصلحة المرتبطة بالمصالحة على هدم كل الكعبات الإنسانية لإقامة كعبة إلاهية مقدسة .
الدهماء هم وقود النار شراره مستطير وحرقه عظيم وتمايلهم عظيم وحيث كان قدرة الفرد على أن يمسك بزمامهم فإنه يصبح صاحب دعوة والدعوة ماهى إلا دعوة للثورة من أجل الثروة يعتقد الدهماء أنهم يتقاسمونها بينهم ولكن هيهات وكيف ذالك ؟ وهناك هذا الذى إستغلهم بإسم الدين والحق والعدالة لينال ما يصبو إليه من الثراء والسلطة فى آن معا .
إن المتبصر فى تاريخ الأمم والملوك ليجد العجب العجاب وكيف لا ! إذ أن كل صاحب ثورة انقلب هو على ثورته قتلا وسحلا وسجنا ليكون هو السلطة بل ليكون هو الله الذى يحكم هذه الأرض وفى التاريخ آلاف الأمثلة على ذالك مما يبرهن على أنه فى الأساس لم تكن إلا ثورة حرامية استغلوا بئس الناس وركبوهم بإسم الدين أو العدل أو الحق لكى ينفذوا ما يريدون من قتل وسفك للدم من أجل السلطة والمال .
الدهماء هم وقود الثورات على مر التاريخ ويصنعوا المجد لمن يركبهم ويتسلط عليهم .
الدهماء هم الحمقى الذين يحاولون أن يصنعوا تاريخ من الوهم بإسم العدالة والحرية .
الدهماء هم الذين يورثون الأمم الضعف والهزيمة أمام الأعداء وأمام مخاطر الطبيعة .
الدهماء هم من يوجهوا الإنسانية نحو الحيوانية الشهوانية ويحولون الإنسان إلى حيوان .
الدهماء هم البلهاء الذين يوجهون حضارة الإنسان إلى رماد وتقدمه إلى تخلف .
الدهماء هم من يدوسون على كل القيم والاخلاق الإنسانية من أجل تقديس إله .
الدهماء هم من يقدمون النقل على العقل والباطل على الحق والخسة والندالة على الكرم والشجاعة .
وفى الختام فإن من يصنع آلام الناس هم الحكومات ومن يتاجر بإسم الدين وبإسم الحق والعدل هم المعارضة المارقة المتزلفة والتى تحاول أن تصل إلى كرسى الحكم لكى تصنع آلام الناس هى الأخرى .