كتبت - صفية الماجد
فترة الامتحانات فترة حرجة بالنسبة للطلبة، فالصمت يخيم على البيوت، وترى في أعينهم الحيرة والقلق، وقد بدا التعب على وجوههم، والكل يذاكر ويعد العدة لخوض غمار الامتحانات، وهو ما يفرض على أولياء الأمور توفير الأجواء النفسية لاستقبال الامتحانات وأدائها على أفضل وجه. وفي هذه الظروف كانت لنا هذه الوقفة مع مجموعة من الطلبة وأولياء الأمور لاستجلاء مشاعرهم بصدد هذا الموضوع.
أخاف وأرتبك ولا أعلم لماذا
تقول الطالبة زينب علي من مدرسة القيروان الإعدادية: دائما ما يساورني خوف وارتباك أثناء فترة الامتحانات لا أعلم سببه، علماً بأنني أذاكر دروسي أولاً بأول وأشد انتباهي لشرح المعلمة، وقبل يوم الامتحان المحدد أذاكر المادة التي سأُمتحَن فيها، وبعد المذاكرة أصلي ركعتين وأقرأ بعض آيات القرآن الكريم أتوجه إلى الله بالدعاء بالتثبيت والتوفيق، وأتوكل على الله حين دخول قاعة الامتحا، وأكثر المواد التي تربكني هي اللغة العربية والاجتماعيات، ورغم جهدي المكثف فإن الدرجات التي أحصل عيها لاتتناسب معه أو لاتكون علامات جيدة، وأحيانا لا أذاكر جيداً وأحصل على درجات مرتفعة!
لا أخشاها ولكنني أرتبك!
ويقول الطالب طه التمار: لا أخشى الامتحانات ولكنني أرتبك قليلاً قبل الامتحان، وهذا الشعور سرعان ما يزول عني وأعود إلى طبيعتي، نظراً لأنني مواظب على المراجعة والمذاكرة بكثافة واستمرارية، حتى ولو لم يكن عندي امتحان، فقد عودت نفسي على المذاكرة الدائمة، وقبل اليوم المحدد للامتحان أركز على المادة الممتحَنة ولكن بشكل بسيط، وأكثر ما يربكني مادة اللغة الإنجليزية، أما عن درجاتي فأتمنى أن أصل إلى مستوى أعلى مما أنا عليه.
آلام وهمية
الطالب سيد أحمد سيد محمد من مدرسة الخليل أبن أحمد الإعدادية للبنين يقول: ينتابني قلق كثير عندما تقترب الامتحانات، وأشعر عادة بحالة من الارتباك وبآلام (وهمية) في البطن وأفقد شهيتي للأكل ويساورني شعور بأن الامتحان سيكون محتشداً بأسئلة صعبة، لذا أقوم بتنظيم الوقت حسب جدول الامتحانات، فأغطي معظم المنهج الدراسي، ولا أفوت فرصة البحث عن امتحانات سابقة للتعرف على نمط الامتحان، وقبل يوم الامتحان أذاكر ساعات متواصلة إلى أن اطمئن وأتخلص من سطوة القلق، وأكثر ما يربكني (التعبير) بمادة اللغة العربية لأنه يعتمد على معلومات الشخص وتعاطيه للموضوع وهي عادة ما تلقى تشديداً من المدرسين، أما بخصوص درجاتي فأحيانا أحصل على ثمرة جهودي وأحيانا لا، وربما سببه الارتباك والإرهاق أو لسبب آخر لا أعلمه.
عدم المراجعة الجيدة
وترد الطالبة مريم الحسابي من مدرسة العهد الزاهر الثانوية الخوف إلى شعور طبيعي في الإنسان، وأنا أخاف فقط عندما أكون غير مراجعة جيداً المادة التي سأمتحَن فيها، وخوفي يكون من طريقة الأسئلة التي ستأتي في الامتحان وأكثف دراستي مذاكرتي في اليوم الذي يسبق الامتحان، وفي يوم الامتحان أعاود التركيز على الفقرات والأجزاء التي لست واثقة من تمام استيعابها، ودرجاتي بحمد الله تأتي متناسبة مع الجهد الذي أبذله، ولا مواد تربكني في هذا الفصل.
تعب نفسي وجسدي
خديجة السفسيف طالبة بجامعة البحرين تقول: فترة الامتحانات أصعب الأيام في حياتي، وتجعلني حالة عصبية محفوفة بتعب جسدي وإرهاق نفسي، وأعمد حينها غلى إغلاق هاتفي النقال حتى لا أتلقى أي اتصال يربكني أو رسالة تزعجني وتزيد من توتري، وخلالها أيضاً تقل شهيتي للأكل كثيراً ويقل نومي، ويصبح شغلي الشاغل دراسة كل كلمة من الكتاب، علماً بأنني مواظبة بانتظام على المذاكرة منذ بداية الموسم الجامعي وإلى يوم الامتحان، وفي اليوم الذي يسبق الامتحان أستعيد استذكار ما قمت بدراسته. ورغم هذه الجهود المكثفة في المذاكرة تأتي الدرجات على غير المتوقع وما أحصل عليه منها يكون غير مُرْضٍ ولايكاد يتناسب مع تلك الجهود طوال الموسم، وهو ما يسبب التعب النفسي أكثر خلال فترة الامتحانات. وما يربكني من مواد فهي مواد الحفظ، فأنا من النوع الذي ينسى بسبب كثرة وكثافة المواد التي ندرسها.
أعصاب مشدودة وتوتر
وتحدثنا إحدى أولياء الأمور وهي مدرسة لغة عربية فتقول: دائماً ما تكون أعصابي منفلتة ومشدودة في فترة الامتحانات، فلا أكلم زوجي وأكون كثيرة الصراخ والعصبية، وجراء ذلك تظهر بقع على جسمي. وفيما يتعلق بدرجات بناتي أنا راضية عنها أما الاولاد فلا، واسطوانتي معهم “تراجع غصباً عليك”، وهذا مما يتسبب في الشعور بالتعب الشديد.
الامتحانات أيام طوراىء
وتفول المدرسة نهاد سعد: لدي من الأبناء ثلاثة، الأول سنة أولى جامعة والثاني في السنة الثانية من المرحلة الثانوية أما الثالث فهو من أعده لاستقبال الامتحانات نظراً لصغره، حيث عودته على عمل جدول للمراجعة خاص يقوم بتطبيقه معتمدأ على نفسه، وأنا راضية عن درجاته، وفي فترة الامتحانات أشعر بتوتر شديد، وإن أعددت ابني مسبقاً فأيام الامتحانات اعتبرها أيام طوارىء.
كأني من سيقدم الامتحان
طوعة عبدعلي ربة منزل تقول: يحز في نفسي أنني لم أدخل المدرسة لأتعلم، وكوني أمية لا أعرف كيف أساعد أبنائي على المذاكرة، ومع ذلك فأنا دائما ما أحثهم على المذاكرة وألح عليهم، بل وأتابع مع المدرسة مستوياتهم ولا أغفل عن معرفة أيام الامتحانات، علماً بأنهم كبار ويعتمدون على أنفسهم، أما ابني الصغير فتذاكر له ابنة الجيران، ودرجاتهم – حسب فهمي - مُرْضية ولله الحمد، وأشارك أبنائي القلق أيام الامتحانات إذ أكون دائمة القلق والخوف وكأني من سيقدم الامتحان.
ضغوط الامتحانات توتر العلاقات الزوجية
ويتحدث إلينا الدكتور أحمد حسين فيقول: من باب الحرص ومصلحة الأبناء أقوم بمحاولة خلق بيئة مشجعة ومحفزة على استذكار الدروس والمراجعة المركزة، ولاسيما على المواد التي يواجهون فيها صعوبة بوضع جدول لذلك وترتيب أوقات المذاكرة، دون إغفال عبارات الإرشاد والنصح المعتادة لتأمين مستقبلهم، ولست راضياً عن علامات أبنائي بالنظر إلى الجهد المبذول من قبلهم في المذاكرة، ولكوني تربويا أؤمن بالفروق الفردية والقدرات الشخصية لكل شخص، ومستوى أبنائي يتراوح بين جيد وجيد جدا وممتاز، على أن الوضع يظل على ما هو عليه بعد بذل الطاقة والجهد ومتابعة الأبناء بشكل دوري لتحصيلهم الدراسي، وتعد أيام الامتحانات فترة حرجة، وقد تشوبها بعض التوترات والمشاكل حتى أنها تنعكس على العلاقات الزوجية ولاسيما بالنسبة إلى المواد التي يصعب على الأبناء استيعابها ويحتاجون فيها إلى المساعدة مما يُحدِث نوعاً من القلق والخوف والضغط نظرا لمشاغل لحياة وظروفها.
الطرق المثلى للمذاكرة الجيدة
شهربان السيد صالح مرشدة اجتماعية تقول: العديد من الطالبات ذوات مستويات متقاربة من الذكاء والاهتمام بالدراسة، ويحرص على زيادة مستويات التفوق وإذا وجدت طالبة ذكية ومتفوقة فإنهن يحاولن مجاراتها لكن دون الوصول إلى مستواها فما السر في ذلك؟
السر بكل بساطة أن المتفوقات منهن قد اهتدين إلى الطريقة التي مكنتهن من استغلال قدراتهن ووقتهن في الدراسة، أما أولئك اللائي يحاولن دون أن يصلن إلى ما يحببن فقد يظللن باحثات عن طريقة للوصول إلى الطريقة المثلى.
والحل هو أنه لابد للطالبة من إيجاد خطوات تتبعها في الدراسة بحيث تتوفر لها عدة أمور مهمة مثل:
1. الدراسة في أقصر وقت وقت ممكن بمعنى توفير الوقت واستغلاله.
2. بذل أقل الجهود الممكنة، بمعنى استغلال الطاقة بالطرق الصحيحة.
3. الاحتفاظ بالمعلومات أطول مدة ممكنة.
وبشكل عام هناك ثلاث طرق متبعة للدراسة، لو أدركتها الطالبة لتمكنت من إيجاد الطريقة المناسبة لها وتحقيق ما تريده:
1) الطريقة الكلية: وهي أن تقرأ الموضوع بشكل عام لتتضح لها الفكرة العامة ثم تعيد قراءة الموضوع لاستيعاب بقية الأفكار، وهذه الطريقة تفيد في الموضوعات القصيرة والمترابطة الأفكار.
2) الطريقة الفقرية: أي تقسيم الموضوعات إلى فقرات حسب ترابط الأفكار وأن تُقبِل المتعلمة (الطالبة) بهذا الترابط وعليها أن تتحكم بهذا التقسيم بربط الأفكار جميعها معاً.
3) الطريقة المختلطة: وهي الجمع بين الطريقتين السابقتين بحيث يتم أخْذ الفكرة العامة ثم تقسيم الموضوع إلى فقرات، وذلك ليس كل شيء فما يزال هناك موضوع مهم في هذا المجال ألا وهو توفير بيئة دراسية سليمة، وذلك بتوفير جو دراسي مناسب.
نصائح صحية لفترة الامتحانات
ندى منصور درويش طبيبة عائلة بمركز مدينة حمد تقول: فترة الامتحانات فترة اضطراب وقلق، والطلاب لايأخذون القسط الكافي من الراحة والغذاء اللازم الذي يساعدهم على تجاوز هذه المرحلة المهمة في حياتهم وتخطيها بنجاح، وثمة بعض النصائح التي قد تساعدهم على اجتياز هذه الفترة واجتيازها بالنجاح والتوفيق:
جعل فترة الامتحانات كأي فترة عادية تمر على الطلاب فلابد أن نبعدهم عن التوتر والقلق النفسي ومعرفة أنه من جد وجد.
أخذ القسط الكافي من النوم بالأخص ليلة الامتحان والصحو مبكراً مما يساعد على تنشيط الذاكرة وعدم تشوشها.
التحضير المسبق قبل فترة الامتحانات ومراجعة الدروس حتى لايضغط الطالب على نفسه ليلة الامتحان ويضطر إلى السهر وقد لاينام مما يُصَعِّب عليه التركيز وإجابة الأسئلة بصورة صحيحة.
ابتعاد الطالب عن كل المواقف التي تسبب له قلقا نفسياً وأن يعتصم بالهدوء حتى يستطيع التركيز على ما درسه وبالتالي الإجابة على أسئلة الامتحان بسهولة.
تناول الغذاء المتوازن الذي يحتوي على البروتين والفيتامينات والدهون اللازمة لتغذية المخ وتنشيط الذاكرة.
تحاشي الإكثار من المشروبات المنبهة (الشاي والقهوة) والتي تسبب اضطراباً في النوم وبالتالي عدم التركيز في الامتحان.
ضرورة تناول وجبة الإفطار قبل الذهاب للامتحان لأنها تمد الممتحَن بالطاقة اللازمة للتركيز وتنشيط الذاكرة ولايشعر بالجوع وقت الامتحان، وتتمثل وجبة الإفطار في كأس حليب أو عصير طازج مع شطيرة.
في حالة مرض الطالب يوم الامتحان يجب أن يزور الطبيب في اليوم نفسه حتى يتم معاينته وإصدار شهادة طبية تمكنه من إعادة الامتحان.
وكما يقال إنه عند الامتحان يُكرَم المرء أو يهان، لذا نتمنى لجميع الممتحَنين حظاً موفقاً والانتفاع بالنصائح والتوجيهات السابقة للتخلص ولو بقدر يسير من الخوف والقلق الذي يراودهم فترة الامتحانات وبلوغ كل ما تطمح له أنفسهم.