الأعمال التي تنفع الميت نوعان :-
نوع تسبب فيه الميت في حياته .
ونوع تسبب فيه غيره بعد مماته .
أما النوع الأول : وهو الذي تسبب فيه الميت في حياته وينفعه بعد مماته وهي تسعة أشياء كم ورد في الأحاديث النبوية وهي :-
أولا / الصدقة الجارية : التي يستمر نفعها حتى بعد وفاة صاحبها وهي كبناء المدارس والمعاهد لتعليم العلم والملاجئ والمستشفيات وغير ذلك .
ثانيا / العلم النافع : يكون بتأليف كتاب مفيد وينتفع به الناس في أمور دينهم ودنياهم أو بإلقاء الدروس الصالحة والمحاضرات النافعة علي التلاميذ وهؤلاء من جانبهم يقومون بنشر علم أستاذهم بعد وفاته .
ثالثا / الولد الصالح : وهو المسلم الذي يعرف حق ربع عليه ويمتثل لطاعته وطاعة ولديه وحقهم عليه فيدعو لهما برحمة والمغفرة أو يعمل عملاً صالحاً بأن يتصدق عنهما أو يصلي أو يصوم أو يزكى أو يحج أو نحو ذلك تم يهب ثوابه لهما .
رابعا / بناء مسجد تقام فيه شعائر الدينية والدروس العلمية وتلاوة القرآن وتحفيظه ويكون بناؤه خالصاً لله تعالي لا رياء ولا سمعة .
خامسا /بناء بيت أو ما شابه يأوي إليه غريب والمجاهد في سبيل الله ومن لا مأوي له .
سادسا / حفر نهر أو شق قناة يجري فيها الماء فيشرب منه الدواب والناس وترتوي به الأرض ويسقي به الزرع بدون أجر وبغير عوض .
سابعا / حفر بئر او عين أو آلة رافعة المياه من باطن الأرض ومن جوفها للشرب وغيره بدون أجر ومن ذلك ما يفعله أهل الغير من ملء حياض من الرخام أو غيره بالماء النقي فيشرب المارة والمسافرين .
ثامنا / غرس النخيل ونحوها حيث يجلس الناس تحتها ويتقون بها حر الشمس ويأكلون مما تساقط من رطبها وتمرها الشهي بدون ثمن ومن غير عوض .
تاسعا / ترك الموروث لوراثة مصحفاً للقراءة فيه ومن ذلك أيضاً وضع المصاحف في أماكن العبادة كالمساجد ليقرأ فيه من يشاء رغبة في تلاوة القرآن وحفظه في الصدور وينتفع الميت بالثواب ما بقى المصحف منتفعاً به .
أما النوع الثاني : وهو ما ينتفع به الميت بعد موته ويتسبب فيه غيره وهو :-
أولا / الدعاء والاستغفار للميت : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( استغفروا لأخيكم أسالوا له التثبيت فإنه الآن يسأل )
ثانيا / الصدقة عن الميت : عن سعد بن عبادة أنه قال : يا رسول الله إن أم سعد ماتت فأي صدقة أفضل ؟ قال : المـاء ، فحفر بئراً وقال : هذه لأم سعد .
ثالثا / الحج عن الميت : روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما : ( أن امرأة من جهينة جاءت إلى النبي صلي الله عليه وسلم فقالت : إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت أفأحج عنها ؟ قال : (( نعم حجى عنها أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته ، اقضوا الله فالله أحق بالقضاء )) .
رابعاً / الصلاة والصوم عن الميت : روى قطنى : ( أن رجلاً سأل النبي صلي الله عليه وسلم فقال : كان لى أبوان أبرهما حال حياتهما فكيف لى ببرهما بعد موتهما ؟ فقال النبي صلي الله عليه وسلم : (( إن من البر بعد الموت أن تصلى لهما مع صلاتك وتصوم لهما مع صومك )) وعن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً إلى الرسول الله صلي الله عليه وسلم : ( من مات وعليه صيام صام عنه وليه ) .