ما قصة البطاقة الخضراء



0      0

5
صورة المستخدم

Madjid

مشترك منذ : 05-03-2012
المستوى : مساهم
مجموع الإجابات : 557
مجموع النقاط : 313 نقطة
النقاط الشهرية : 0 نقطة

Madjid
منذ 12 سنة

«البطاقة الخضراء».. حلم الملايين بالإقامة القانونية في الولايات المتحدة

وسط جدل بإلغائها أو تعديل ثغراتها



واشنطن: مايك مادين *
يتقدم ملايين الأشخاص سنويا بطلبات للحصول تأشيرة هجرة الى الولايات المتحدة، إلا أن العدد الذي يجري اختياره بنظام القرعة محدد بـ50000 شخص فقط، وكما هو واضح فإن النجاح في الحصول على هذه التأشيرة يعتمد على الحظ أولا وأخيرا. وظلت وزارة الخارجية الأميركية تجري منذ عام 1995سحبا سنويا للقرعة لمنح البطاقة الخضراء، التي تسمح للأجانب وأسرهم بالإقامة والعمل في الولايات المتحدة بصورة قانونية، على العكس من بطاقات الإقامة التي تمنح للأفراد الذين تربطهم علاقة بمواطنين اميركيين أو بوظائف في الولايات المتحدة، تتطلب شروط التقديم للحصول على تأشيرة هجرة الى الولايات المتحدة ما يعادل التعليم الثانوي. وبخلاف ذلك يحتاج هؤلاء فقط الى قدر كبير من الحظ، على الرغم من أنهم يجب ان يجتازوا فحص للخلفية الشخصية. يقول أليكساندر بروفانوفيتش، وهو أصلا من بلغراد، ان الحصول على تأشيرة الهجرة الى الولايات المتحدة هو القرعة أو اليانصيب الوحيد الذي فاز به. وكان بروفانوفيتش قد حصل على البطاقة الخضراء بعد ان فاز في سحب القرعة أواخر عام 1995 بعد وقت قصير من حصوله على تأشيرة دراسة للتحضير لدرجة الدكتوراه في الجيولوجيا بإحدى جامعات اوهايو. وقال بروفانوفيتش انه حاول ان يلعب يانصيب «ميغاميليان» عندما وصل الى الولايات المتحدة لكنه لم يكسب.
ويعتبر هذه البرنامج غريبا في نظام الهجرة المعقد في الولايات المتحدة، حيث تمنح السلطات مليون بطاقة خضراء سنويا بالإضافة الى ما يزيد على 5 ملايين تأشيرة دخول مؤقتة للسياحة والدراسة وغيرهما. وكان من شأن إصلاحات نظام الهجرة التي نظر فيها الكونغرس هذا العام ان تخفض عدد تأشيرة الهجرة السنوية او تلغي البرنامج تماما، إلا ان التشريع الخاص بذلك لم يصدر، وستمضي وزارة الخارجية قدما في قبول مجموعة جديدة من الطلبات ابتداء من 4 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ومن المتوقع ان يستمر برنامج قرعة الهجرة عاما آخر. وقال بروس موريسون، عضو إحدى مجموعات الضغط وعضو الحزب الديمقراطي السابق بمجلس النواب الذي ساهم في صياغة قانون قرعة الهجرة عام 1990، ان الهدف هو التأكد من عدم استحواذ الدول التي تساهم بنصيب وافر في الهجرة الى الولايات المتحدة على كل البطاقات الخضراء من خلال العلاقات الأسرية والوظائف.

إلا ان منتقدين للبرنامج قالوا انه لا يخدم مصلحة حقيقية للولايات المتحدة. وفي هذا السياق تقول روزماري جينكس، مديرة العلاقات الحكومية في «نامبرزيو إس أي»، التي تطالب بخفض نسبة الهجرة الى الولايات المتحدة وتعمل على إلغاء البرنامج، ان فكرة سحب القرعة لمنح أشخاص بطاقة خضراء فكرة سخيفة في الأساس.

تجدر الاشارة الى ان عملية مراجعة داخلية بوزارة الخارجية عام 2003 توصلت الى وجود مخاطر أمنية محتملة في هذا البرنامج. فمواطنو الدول التي تعتبرها الولايات المتحدة داعمة للإرهاب لا يمنحون عادة هذه التأشيرة، إلا انه ليس هناك حد للقرعة التي تمنح بموجبها البطاقات الخضراء للمتقدمين من دول منطقة الشرق الأوسط بصورة روتينية. وكان إرهابي واحد على الأقل قد دخل الولايات المتحدة عن طريق هذا البرنامج وهو المصري هشام محمد هداية، الذي قتل شخصين في مكتب خطوط شركة «العال» الإسرائيلية في مطار لوس انجليس في يوليو (تموز) 2003. وكان هداية قد وصل الى الولايات المتحدة بعد ان فازت زوجته بقرعة الهجرة. وكانت عشرات المواقع على شبكة الإنترنت قد عرضت ملء طلبات للراغبين في الهجرة مقابل مبلغ يتراوح بين 40 و50 دولارا، إلا ان لجنة التجارة الفيدرالية أصدرت تحذيرا العام الماضي من الوقوع ضحية أي نوع من الاحتيال في هذا الجانب. ويقول ايريك ايديهن، وهو نيجيري فاز في قرعة الهجرة عام 1998 وانتقل الى واشنطن مع زوجته وأطفاله عام 2000، ان البرنامج يمنح أشخاصا مثله فرصة الذهاب الى الولايات المتحدة وتحقيق الحلم الأميركي. ويعمل ايديهن، الذي أصبح مواطنا اميركيا، في مصرف ويلز فارغو بأيوا. ويقول مؤيدو البرنامج انه بدلا من إلغائه يمكن إصلاح الثغرات الموجودة فيه من خلال تغيير رسوم التقديم وتطبيق اجراءات فحص أمني اكثر تشددا على الفائزين بالقرعة. وعلق موريسون قائلا ان جدودهم جاءوا الى الولايات المتحدة وولد أحفادهم في ثروات وعجائب اميركا. وهناك ايضا، طبقا لتعليقه، آخرون ولدوا في فقر وعوز الكونغو وهذه ايضا قرعة. جدير بالذكر ان هناك أعدادا كبيرة من المتقدمين لا تنطبق عليهم الشروط الخاصة بالمؤهلات المطلوبة، كما ان هناك من تستبعد أسماؤهم بعد الفحص علن خلفية الشخص ويتبقى في نهاية الأمر حوالي 80000 طلب تختار منها وزارة الخارجية 50000 لمنحهم تأشيرة الهجرة. ويلغى تقديم أي شخص يتقدم بأكثر من طلب واحد للهجرة، وتكلف إدارة البرنامج مليون جنيه سنويا، ذلك ان المتقدمين لا يدفعون رسوما. وفي بعض الدول تعتبر قرعة الهجرة السبيل الوحيد للحصول على البطاقة الخضراء. وفي عام 2005 منحت نسبة 93 في المائة من جملة 1154 تأشيرات الهجرة المخصصة لدولة توغو الى فائزين بالقرعة ونسبة 82 من جملة 2161 تأشيرة مخصصة لنيبال لفائزين بالقرعة أيضا، فيما لم يكن التقديم مسموحا لمواطني دول مثل المكسيك والصين والفلبين والهند، التي ساهمت مجتمعة بـ50000 مهاجر الى الولايات المتحدة خلال السنوات الخمس السابقة.