Abdessamed Belabbaci
منذ 12 سنة
المواد الحافظة هي مواد كيماوية صممت لتحافظ على شكل و مذاق الأغذية الجاهزة أطول مدة ممكنة
لكنها أصبحت موجودة أيضا في الأغذية الطازجة مثل الخضار و الفواكه و ذلك برشها
بتلك المواد الكيميائية للحفاظ عليها طازجة لأطول فترة
تأثير المواد الحافظة المباشر في اللحـــوم و الأطعمة الجاهـــزة ينصـــــب
أساساً على الخــــلايا الحـــــية (خلايا البكتريا و الميكروبات الأخرى) التي يتلوث
بها اللحم أو المواد الغذائية الأخرى، لأن المـــواد الحافظة تؤثـــر على تخـــليق
وتكوين الخمـــــائر (الأنــــزيمات) في هــــذه الخلايا (خلايا الميكروبات).
أو ليست أجسامنا تتكون هي أيضاً من خلايا حية؟
إذاً فَمَثَلُ الخلايا الحية التي تتركب منها أجهزة وأعضاء أجسامنا كمثل خلايا تلك الميكروبات
الحية التي يتلوث بها اللحم والطعام، أو التي تتلوث بها مستحضرات التجميل وغيرها، وعليه
فإن المواد الحافظة ستؤثر بشكل أو آخر على خلايا العضو أو الجهاز الذي تتراكم فيه المواد
الحافظة، غير أن هذا التأثير لا يظهر بشكل سريع مثل ما يحدث في حالة خلايا الميكروبات، لأن
الجهاز أو العضو من أجسامنا يتركب من مليارات الخلايا المتلاصقة المصفوفة بعضها فوق
بعض، كالبنيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضاً، ولذلك فإن هذا البنيان (الخلوي العظيم)، لا
يتأثر بشكل فوري بمواد تدمير الخلايا (المواد الحافظة) مثل ما تتأثر بها خلايا الميكروبات التي
لا يتمثل فيها أبداً هذا البنيان المرصوص، وبالرغم من ذلك فإن مواد تدمير الخلايا (المواد الحافظة)
سيظهر تأثيرها على البنيان الخلوي المرصوص عندما نستمر في تعريض أجســـــامنا لها،ومثل
المواد الحافظة في هذه الحـــــالة كمثل عوامل التعرية التي تعمل على نحـــت وتفكيك البنيان
الضخم مع مرور الســــنين والأعوام، ولذا فإن أبعدنا أنفســــــــنا بقدر ما نستطيع
عن التعرض للمواد الحافظة، فكـــأننا نعمل بذلك على إبعاد عوامل تفـــــكيك وإتلاف
البنيان الخلوي الذي تتركب منه أجهزتنا وأعضاؤنا