من هو الصحابي الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم (من خير ذي يمن)



0      0

1
صورة المستخدم

ضاوية

مشترك منذ : 25-02-2012
المستوى : مساهم
مجموع الإجابات : 227
مجموع النقاط : 223 نقطة
النقاط الشهرية : 0 نقطة

ضاوية
منذ 12 سنة

جرير بن عبدالله بن جابر رضي الله عنه ]||§¤

هو أبو عمرو جرير بن عبد الله بن جابر البجلي , سيد بجيلة ، كان بديع

الحسن كامل الجمال ، له مكانة في قومه ، وكان كريما شجاعا ،

لم يلق يوم إسلامه إلا تقدير وتكريم رسول الله صلى الله عليه وسلم له ،

ليكون وسام شرف على صدره إلى أن يحظى بنعيم ربه.



¤§||[ إسلامه ]||§¤

أسلم في العام الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و فيه

قال الرسول صلى الله عليه وسلم حين أقبل وافدا عليه :

" يطلع عليكم خير ذي يمن وكأن على وجهه مسحة ملك "

فطلع جرير رضي الله عنه .

وها هو جرير رضي الله عنه يقص علينا خبر إسلامه فيقول :

( لما دنوت من المدينة أنخت راحلتي ، ثم لبست حلتي ، ثم دخلت المسجد ،

فإذا النبي يخطب ، فرماني الناس بالحَدَق ، فقلت لجليسي :

يا عبدالله هل ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمري شيئا ؟

قال : نعم ، ذكرك بأحسن الذكر ، بينما هو يخطب إذ عرض لك في

خطبته فقال :

" انه سيدخل عليكم من هذا الفج من خير ذي يمن ألا وان على وجهه مسحة ملك "

قال جرير : فحمدت الله تعالى )

أما عن استقبال معلم البشرية صلى الله عليه وسلم لجرير فيقول عدي

بن حاتم رضي الله عنهما :

( لما دخل جرير على النبي صلى الله عليه وسلم ألقى له وسادة ، فجلس

على الأرض ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :

" أشهد أنك لا تبغي علوا في الأرض ولا فسادا ، فأسلم "

ثم قال : " إذا أتاكم كريم قوم ، فأكرموه "

فكان لهذه الكلمات العظيمة أثر عظيم في نفس جرير رضي الله عنه ، وما زال

جرير رضي الله عنه يقطف من ثمراتها حتى لقي ربه.



¤§||[ محبة النبي له ]||§¤

يقول جرير رضي الله عنه :

( ما حجبني رسول الله منذ أسلمت ، ولا رآني إلا ضحك )

وتمر الأيام بعد إسلامه ، ويزداد النبي حبا له وثقة فيه يوما بعد يوم حتى

انه في يوم من الأيام كلفه بمهمة عظيمة لنشر الإسلام وإزالة الشرك وآثاره ،

فأرسله الى مكان باليمن يسمى ذو الخلصة فيه نصب من دون الله يقال

له : الكعبة.

فخرج جرير رضي الله عنه في خمسين ومائة فارس وكانوا أصحاب خيل ،

وكان جرير رضي الله عنه لا يثبت على الخيل ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم

فضرب يده على صدره وقال :

" اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا "

قال جرير رضي الله عنه : ( فما وقعت عن فرس بعد )

ثم أتاه فحرقه بالنار وكسره ، ثم اتجه الى رجل كان يستقسم بالأزلام

وقال له : ( لتكسرنها ولتشهدن أن لا إله إلا الله أو لأضربن عنقك )

فكسرها وشهد ، ثم أرسل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبشره ، فدعا

لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة.

وظل جرير رضي الله عنه ملازما للحبيب صلى الله عليه وسلم ملازمة العين

لأختها ، فكان لا يفارقه في حله وترحاله ليقبس من هديه وعلمه وأخلاقه ،

يتمنى لو يفتدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه وماله وبكل ما يملك.

فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم أظلمت الدنيا كلها في عين جرير رضي

الله عنه ، وضاقت عليه الأرض بما رحبت ، وعاش بعدها متأسيا برسول الله

صلى الله عليه وسلم ، مطيعا لخلفائه من بعده.



¤§||[ يوسف هذا الأمة ]||§¤

قال جرير رضي الله عنه :

( رآني عمر بن الخطاب متجردا ، فناداني :

خذ رداءك ، خذ رداءك

فأخذت ردائي ، ثم أقبلت على القوم ، فقلت : ما له ؟

قالوا : لما رآك متجردا ، قال :

ما أرى أحدا من الناس صور صورة هذا ، إلا ما ذكر من يوسف عليه السلام )

وروي أن عمر رضي الله عنه قال : ( جرير يوسف هذا الأمة )

وكذلك فإن جريرا رضي الله عنه مع ما أعطاه الله من جمال الخِلقة ، فقد

رزقه جمال الخُلق وكان يحب جبر الخواطر وتطييب النفوس ، ومراعاة مشاعر

الآخرين.



¤§||[ علمه ]||§¤

روى جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه بعض الأحاديث عن الرسول صلى

الله عليه وسلم ومنها :

- عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال :

كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال :

" إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم

أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا "

- وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم :

" من لا يرحم الناس لا يرحمه الله "

- وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال بايعت رسول الله صلى الله عليه

وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم .

- وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه

وسلم يقول : " من يحرم الرفق يحرم الخير كله "

- وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه

وسلم في حجة الوداع :

" استنصت الناس ثم قال لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض "



¤§||[ جهاده ]||§¤

ولأن إسلام جرير رضي الله عنه جاء متأخرا ، فقد كان يتوق دائما الى الشهادة

في سبيل الله جل وعلا ، فكان على ميمنة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

يوم القادسية.

وقال له عمر رضي الله عنه عند قتال الأعاجم في العراق :

( سر بقومك فما غلبت عليه فلك ربعه )

فلما جمعت الغنائم طلب ربعها ، فكتب سعد الى عمر رضي الله عنهما ،

فكتب عمر رضي الله عنه :

( صدق جرير ، فإن شاء فأعطه ، وان يكن إنما قاتل لله ولدينه وجنته ،

فهو رجل من المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم )

فلما أخبر جرير رضي الله عنه قال :

( صدق أمير المؤمنين ، لا حاجة لي بذلك ، أنا رجل من المسلمين )

واعتزل جرير رضي الله عنه الفتنة التي كانت بين علي ومعاوية رضي الله

عنهما فقال عنه علي رضي الله عنه :

( جرير منا أهل البيت ظهرا لبطن ، قالها ثلاثا )



¤§||[ وفاته ]||§¤

ظل جرير رضي الله عنه مستمسكا بهدي حبيبه النبي صلى الله عليه وسلم ،

حتى لقي ربه سنة إحدى وخمسين ، وقيل‏ سنة أربع وخمسين متمنيا ما تمناه

يوسف الصديق عليه السلام ، ولسان حاله يناشد ربه :

(( أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين ))


  • الأسئلة :1
  • الإجابات:227
  • مشترك منذ:2012-02-25
  • المستوى:مساهم
  • النقاط الشهرية :0
  • مجموع النقاط:223