هو الامام بن خزيمه رحمه الله
سيرة ابن خزيمة.
1- اسمه ولقبه وكنيته ونسبه :
أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر السلمي الفقيه النيسابوري , "الملقب بإمام الأئمة لتقدمه في الرد على أهل البدع وفي الجمع بين الأحاديث التي ظاهرها التناقض .
مولى محشر بن مراحم أبو بكر العالم الأوحد المقدم باتفاق أهل عصره على تقدمه رضي الله عنه .
2- ولادته :
ولد - رحمه الله تعالى - في صفر سنة ثلاث وعشرين ومائتين ببلدة نيسابور
3- نشأته :
"عني في حداثته بالحديث والفقه، حتى صار يضرب به المثل في سعة العلم والاتقان.
و سمع من إسحاق بن راهويه، ومحمد بن حميد، ولم يحدث عنهما، لكونه كتب عنهما في صغره وقبل فهمه وتبصره
"وصنف وجود واشتهر اسمه وانتهت إليه الإمامة والحفظ في عصره بخراسان"
4- رحلاته في طلب العلم :
رحل إلى العراق والشام والجزيرة ومصر
ذكر كرامة حدثت له في إحدى رحلاته للعلم :
كان رحمه الله حريصاً على التلقي منذ الصغر، والرحلة في طلب العلم، فقد رحل إلى كثير من البلدان ورافق في بعض رحلاته محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير وهو قرين له، وكذلك محمد بن نصر المروزي صاحب كتاب "تعظيم قدر الصلاة"، ومحمد بن هارون الروياني صاحب المسند، فهؤلاء الأربعة جمعتهم الرحلة بمصر، فأصابتهم مخمصة، فنفد ما معهم من المال والزاد، ولم يبق عندهم ما يقوتهم وأضربهم الجوع.
فاجتمعوا ليلة في منزل كانوا يأوون إليه، فتشاوروا في أمرهم، فاتفق رأيهم على أن يستهموا ويضربوا القرعة، فمن خرجت عليه القرعة، سأل لأصحابه الطعام، فخرجت القرعة على ابن خزيمة، والأمر ثقيل على النفس، فقال لأصحابه: أمهلوني حتى أصلي صلاة الخيرة - صلاة الاستخارة - فاندفع في الصلاة، فبينما هم كذلك فإذا هم بالشموع وخادم من قبل الوالي يدق الباب، ففتحوا فقال: أيكم محمد بن نصر؟ قيل: هو ذا، فأخرج صرة فيها خمسون ديناراً فدفعها إليه، ثم قال: وأيكم محمد بن جرير؟ فأعطاه خمسين ديناراً أيضاً، وكذلك الروياني وابن خزيمة.
ثم قال: إن الأمير كان قائلاً فرأى في المنام أن المحامد جياع قد طووا كشحهم، فأنفذ إليكم هذه الصرر، وأقسم عليكم إذا نفدت فابعثوا إلي أحدكم. فهذه الحكاية - إن صحت - فإنها تعتبر كرامة من الله تعالى لهؤلاء العلماء الأجلاء حينما رحلوا هذه الرحلة في سبيل الله - جل وعلا -، ونالهم ما نالهم من الجوع والعناء والمشقة .
5- مذهبه :
قال الدارقطني - رحمه الله -: "كان ابن خزيمة إماماً ثبتاً معدوم النظير"، وكان رحمه الله - متجرداً للحق حتى وإن كان ينسب للمذهب الشافعي، ولكن لم يكن بالمتمذهب فيما يبدو للأذهان، أو فيما صار عليه المتأخرون الذين يتعصبون للمذهب، بل كان - رحمه الله تعالى - يقول: "ليس لأحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قول إذا صح الخبر"؛ فهذا دليل على تجرده - رحمه الله - للحق وعلى تعظيمه للسنة
يقول أبوبشير القطان: "رأى جار لابن خزيمة من أهل العلم كأن لوحاً عليه صورة نبينا صلى الله عليه وسلم، وابن خزيمة يصقله, فقال المعبر حينما ذكرت له هذه الرؤيا: هذا رجل يحيى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم"