يقول الله تعالى
يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِير
إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ
----------------
ما هو القطمير ؟؟
قَالَ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا الْقِطْمِير هُوَ : اللِّفَافَة الَّتِي تَكُون عَلَى نَوَاة التَّمْرَة أَيْ لَا يَمْلِكُونَ مِنْ السَّمَاوَات وَالْأَرْض شَيْئًا وَلَا بِمِقْدَارِ هَذَا الْقِطْمِير
هذه الآية تبين أن كل من دعي من دون الله سواء كان ملكاً أو نبياً أو ولياُ أو صنماً فإنه لا ينفع ولا يضر و يكفي في تأكيد هذا المعنى ما قاله الله لأكرم الخلق:" قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا (20) قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا (21) قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا "
فإذا كان أشرف الخلق لا يملك لغيره شيئاً من النفع و الضر فكيف بغيره من الخلق ؟؟
فهل تملك فاطمة أو هل يملك علياً أو هل يملك الحسن و الحسين - رضي الله عنهم- النفع أو الضر لغيرهم من الخلق ؟؟
هل يملك من دونهم من الناس كالبدوي و الشيخ عبد القادر الجيلاني و السيدة زينب شيء من النفع و الضر ؟؟
يقول الله لنبيه
قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
فإذا كان النبي - عليه الصلاة و السلام - لا يملك شيئاً من النفع و الضر فكيف يملكه غيره ؟؟
و تأمل هذه الآية إن لم تكن قد سمعتها من قبل
يقول الله تعالى
أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
هل هناك أوضح من هذا البيان الذي لا لبس فيه ؟؟
عباد أمثالكم
لايملكون شيئاً من النفع والضر و ليس لهم ملك في السماوات فكيف يدعون ويترك جبار السماوات و الأرض ؟؟
و أخيراً
الشرك أعظم الظلم لأن الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه ولا أعظم ظلما من شكاية العبد ربه الذي هو أرحم الراحمين فيما أصابه من ضر أو فاته من خير إلي من لا يرحمه ولا يسمعه ولا يبصره ولا يعلمه ولا يملك لنفسه ولا لداعية من ضر ولا نفع ولا موت ولا حياة ولا نشور ولا يغني عنه مثقال ذرة وعدوله عمن بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه ويفزع في قضاء حوائجه إلى من لا قدرة له علي شيء البتة
هذه إشارات لا تحتمل الإطالة و هذه مقالة للشيخ العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله - لبيان التوحيد الذي بعث الله به الرسل و
الفرق بين دين المرسلين و دين المشركين