Abdessamed Belabbaci
منذ 12 سنة
بسبب الأمراض التي تنتقل من الخنزير إلى الإنسان
أولاً: البريونات (Prions):
1- (مرض جنون البقر): يسبب هذا المرض الفتاك أجسام بروتينية صغيرة تسمى البريونات, وهذه الأجسام لها قدرة على إحداث أمراض خطيرة للحيوانات وللبشر أيضاً, ومصدر الخطورة يكمن في قدرة البريونات على تغيير شكل البروتينات الطبيعية الموجودة في خلايا مناطق حساسة- كالدماغ مثلاً- وتحويلها إلى بريونات, مسببة تلف الدماغ, فالجنون ثم الموت.
ولقد أكدت التقارير العلمية أنّ الخنازير تصاب بهذا المرض، مما يجعل آكلي لحم الخنـزير عرضة للإصابة بهذا المرض (13).
ثانياً: الفيروسات (Viruses):
يصيب الخنـزير مجموعة كبيرة من الفيروسات، منها ما تنقله الخنازير إلى الإنسان، فيسبب له أمراضاً فيروسية خطيرة، مثل:
2- فيروس الأنفلونـزا: لقد تمّ عزل فيروس الأنفلونزا من عينات أخذت من الإنسان والخيل والخنازير والطيور الداجنة والبرية، وحتى من بعض الثدييات البحرية.
وكان أخطر وباء أصاب العالم من هذه الأنفلونزا: الوباء الذي حدث عام 1918م، وأطلق عليه آنذاك اسم "الأنفلونزا الأسبانية". فقد تفشى هذا الوباء في شتى أنحاء المعمورة, مخلِّفاً وراءه ملايين الجثث، وناشراً الذعر والهلع في كل مكان.
ويؤكد بعض الباحثين، بأنّ الفيروس المسبب لهذا الوباء المهلك تحوّر عن فيروس أنفلونزا الخنازير في الولايات المتحدة (14).
3 - فيروس نيبا (Nipah virus): لم يعرف العالم هذا الفيروس المميت قبل أكتوبر/ تشرين أول من عام 1998م, فقد عالج الأطباء في ماليزيا 300 إصابة بما يشبه أعراض الأنفلونزا، سرعان ما توفي 117 مريضاً منهم بفيروس "نيبا" الغامض، وأصيب العشرات منهم بتلف دماغي. ويعتقد الأطباء الماليزيون أنّ الفيروس الخطير ربما انتقل من خفاش الفواكه إلى الخنازير، ومنها إلى الإنسان, حيث أظهرت المتابعات الطبية أنّ جميع المصابين بالمرض كانت تربطهم علاقة قوية بالخنازير, مما حدا بالدوائر الصحية في ماليزيا إلى قتل مليون خنزير(15).
4-فيروس الحمى القلاعية:
فيما يبدو ليس من سبيل إلى وضع حد لوباء الحمى القلاعيّة التي أهلكت الثروة الحيوانية البريطانية في بداية عام 2001م, فبعد أيام قليلة على تشخيص الأطباء البيطريين 27 إصابة بين خنازير أحد المسالخ الريفيّة، فرضت الحكومة حظراً على كافة عمليات نقل الحيوانات, لكن هذا الإجراء لم يحل دون انتشار المرض خارج بريطانيا، فسرعان ما انتشر الوباء في القارة الأوروبية, ولم يجد البريطانيون مناصاً من القيام بحملة واسعة النطاق للقضاء على الخنازير المصابة، ذهب ضحيتها 3.75 مليون من حيوانات المزرعة.
يذكر أنّ مرض الحمى القلاعية انتشر عام 1997م في جزيرة تايوان برمتها، في أقلّ من شهرين وطالت آثاره المدمرة 6000 مزرعة، وأسفر عن ذبح 3.8 مليون خنزير, ومن المعروف علمياً أنّ المرض ينتقل من الخنازير إلى الإنسان(16).
5-فيروس التهاب الدماغ الياباني (Japanese encephalitis):
ينتشر هذا الفيروس بين مربيي الخنازير في مناطق شرق آسيا، وهو يصيب الطيور، وينتقل منها بواسطة البعوض إلى الخنازير، التي بدورها تنقله إلى الإنسان. ويسبب هذا الفيروس التهاب الدماغ في الإنسان، الذي يكون مميتاً في بعض الأحيان(17).
6-فيروس الخنـزير التقرحي (Swine Vesicular Virus):
سُجِّل أول ظهور لهذا الفيروس عام 1966م في إيطاليا، ليظهر بشكل وبائي في بريطانيا عام 1972م، حيث أصاب خلال السنوات العشر التالية أكثر من 322 ألف خنزير في بريطانيا وحدها. ينتقل هذا الفيروس من الخنازير إلى البشر عن طريق المخالطة، حيث يسبب حمى وآلاماً في المفاصل والعضلات, يذكر أنّ الخنـزير هو العائل الطبيعي الوحيد لهذا الفيروس(18).
7-فيروس التهاب الدماغ والقلب (Encephalomyocarditis): تعتبر الجرذان مستودع هذا الفيروس الخطير، كما تعتبر الخنازير أكثر حيوانات الحظيرة إصابة بالمرض, وعادة ما تنتقل العدوى من الجرذان إلى الخنازير.
يسبب هذا الفيروس التهاب الدماغ والقلب، مما قد يودي بحياة المرضى(19).
ثالثاً: البكتيريا (Bacteria):
يصيب الخنـزير مجموعة كبيرة من البكتيريا، حيث تنتقل منه إلى الإنسان، مسببة له أمراضاً خطيرة، بل وقاتلة.
وسنستعرض باختصار أهم الأنواع الممرضة وعلاقة الخنزير بنقلها إلى الإنسان:
8-بكتيريا الحمى المالطية (Brucellosis): تسبب مرض الحمى المالطية ثلاثة أنواع من البكتيريا، وهي تصيب الماشية والخنازير، حيث تنتقل منها إلى الإنسان.
لكنّ أخطر الثلاثة هو النوع الذي يصيب الخنازير (Brucella suis)، إذ إنّه يسبب للمصابين به من بني البشر التهاب السحايا، والتهاب عضلة القلب، والتهاب المفاصل، وتورم الطحال، وغير ذلك من الأمراض الخطيرة(20).
9- بكتيريا السالمونيلا (Salmonellosis):
تسبب هذه البكتيريا للإنسان عدة أمراض، مثل: التيفوئيد وبارا التيفوئيد والتسمم الغذائي(21).
10- بكتيريا لستيريا (Listeria monocytogenes):
تسبب هذه البكتيريا مرض الالتهاب السحائي الدماغي, وموت الأجنة، وتسمم الدم,
وقد تبين أن هذه الجراثيم شديدة الفتك بالإنسان, إذ تسبب له التهاب السحايا، كما تفرز سموماً في دم المصاب، كما تبلغ نسبة الوفاة بالمرض 40% من الحالات الشديدة. والذين أصيبوا بهذا المرض ونجوا من الموت بعد علاج شاق، عانوا الصمم الدائم وفقدان التوازن(22).
11- بكتيريا الحمرة الخبيثة (Bacillus anthracis):
تنتقل بكتيريا الحمرة الخنزيرية الخبيثة من الخنزير إلى اللحامين والدباغين, وتكون بشكل لوحة محمرة مؤلمة جداً، وحارقة على الأيدي مع ارتفاع الحرارة والقشعريرة، والتهاب العقد والأوعية اللمفاوية(23).
12- بكتيريا يرسينيا (Yersinia enterocolitis ):
يصيب الإنسان نوعان من بكتيريا يرسينيا هما: (Yersinia enterocolitis ) التي تسبب في الأطفال الإسهالات المصحوبة بالدم والمخاط.
أما النوع الثاني فهو ( Yersinia poeudotuberculosis) الذي يسبب أحياناً تسمم الدم والتهاب المفاصل، كما يسبب أيضاً ألماً معوياً يشبه إلى حد كبير التهاب الزائدة الدودية، الأمر الذي قد يلتبس على الأطباء فيخطئون التشخيص.
ويعتبر الخنـزير أكثر الحيوانات نقلاً لنوعي يرسينيا للإنسان، حيث يصاب المتعاملون بلحوم الخنازير وآكلوها بنوعي بكتيريا يرسينيا(24).
رابعاً: الأوليات/ وحيدة الخلية (Protozoa):
ينقل الخنـزير للإنسان مجموعة من الكائنات الأولية، بعضها يحدث اضطرابات خفيفة له، والبعض الآخر يسبب أمراضاً خطيرة ومميتة.
ومن أبرز الأمراض التي تسببها هذه الأوليات، ودور الخنزير في نقلها إلى الإنسان:
13-الزحار البلنتيدي/ الزقي (Balantidial Dysentery):
الطفيلي المسبب لهذا المرض هو نوع من الأوليات الهدبية (لها أهداب)، يعرف بـ (Balantidium coli), وهو أكبر الأوليات التي تصيب الإنسان، وهو النوع الوحيد من الأوليات الهدبية التي تصيب الإنسان، كما أنّه من طفيليات الأمعاء الغليظة (القولون) في الخنازير والقردة وبخاصة الشمبانزي, ولأنّ فرص اتصال الإنسان بالقردة ضئيلة، فتبقى الخنازير من الناحية العملية المصدر الوحيد لعدوى الإنسان. ويوجد هذا الميكروب في براز الخنزير وينتقل إلى طعام الإنسان بطرق عديدة، ليستقر في الأمعاء الغليظة، فيحدث إسهالاً مصحوباً بالمخاط والدم، قد يؤدي للوفاة. وعادة لا ينتشر الزحار البلنتيدي إلا بين مريي الخنازير أو المتعاملين معها (ذبحها ونقلها وتجارتها)، فتتلوث أيديهم بحوصلات الطفيلي المعدية(25).
14-داء النوم الإفريقي (African Sleeping Sickness):
الطفيلي المسبب لهذا الداء الفتاك هو (Trypanosoma gambiense), تنقل هذا الطفيلي ذبابة التسي-تسي بطريق الحقن، وذلك عندما تلدغ الإنسان.
يسبب الطفيلي اضطراباً دماغياً، لا يلبث أن يتطور إلى مرض النوم, وفي حال إهمال معالجة المريض فإنّه يدخل في غيبوبة ويموت, وللخنزير دور كبير في نقل هذا المرض(26).
15- مرض شاغاس (Chagas’ Sickness):
هذا المرض أشد خطورة من النوع الأفريقي، والطفيلي المسبب له (Trypanosoma cruzi) أشد فتكاً. ينتشر هذا المرض في أمريكا الجنوبية والوسطى، وأعراضه مشابهة لأعراض داء النوم الإفريقي، لكنه أكثر شراسة منه(27).
خامساً: الديدان المفلطحة (Trematoda):
ينقل الخنـزير للإنسان عدداً من الديدان المفلطحة، غالبيتها يسبب له اضطرابات خطيرة.
وأهم الديدان التي ينقلها الخنزير إلى الإنسان هي:
16- البلهارسيا اليابانية (Schistosoma japonicum):
تصيب البلهارسيا أكثر من 200 مليون نسمة, ويموت بسببها قرابة المليون شخص سنوياً
انا تعبت كفاية كدا