فى رأى ابن سيرين :
( أخبرنا ) أبو القاسم عمر بن محمد البصري بتنيس قال حدثنا علي بن مسافر قال أحمد بن عبد الرحمن بن وهب قال حدثني عمي قال أخبرني أبو بشر عن ابن شهاب قال أبو سلمة بن عبد الرحمن إن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من رآني في المنام فكأنما رآني في اليقظة فإن الشيطان لا يتمثل بي قال أبو قتادة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من رآني فقد رأى الحق
( وأخبرنا ) أبو الحسن عبد الوهاب بن الحسن الكلابي بدمشق قال حدثني أبو أيوب سليمان بن محمد الخزاعي عن محمد بن المصفى الحمصي عن يحيى بن سعيد القطان عن سعيد بن مسلم عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من رآني في المنام فلن يدخل النار
( وحدثنا ) أبو بكر بن محمد بن أحمد بن
محمد الأصفهاني بمكة حرسها الله تعالى في المسجد الحرام قال حدثنا أبو الحسن محمد بن سهل عن محمد بن المصفى عن بكر بن سعيد عن سعيد بن قيس عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لن يدخل النار من رآني في المنام
( قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه ) قد بعث الله محمدا صلى الله عليه و سلم رحمة للعالمين فطوبى لمن رآه في حياته فاتبعه وطوبى لمن يراه في منامه فإنه إن رآه مديون قضى الله دينه وإن رآه مريض شفاه الله وإن رآه محارب نصره الله وإن رآه مسرور حج البيت وإن رؤي في أرض جدبة أخضبت أو في موضع قد فشا فيه الظلم بدل الظلم عدلا أو في موضع مخوف أمن أهله هذا إذا رآه على هيئته وإن رآه شاحب اللون مهزولا أو ناقصا بعض الجوارح فذلك يدل على وهن الدين في ذلك المكان وظهور البدعة وكذلك إن رأى
كسوته رثه وإن رأى أنه شرب دمه حبا له في خفية فإنه يستشهد في الجهاد وإن رأى أنه شربه علانية دل على نفاقه ودخل في ذم أهل بيته وأعان على قتلهم فإن رآه كأنه مريض فأفاق من مرضه فإن أهل ذلك المكان يصلحون بعد الفساد وإن رآه عليه السلام راكبا فإنه يزور قبره راكبا وإن رآه راجلا توجه إلى زيارته راجلا وإن رآه قائما استقام أمره وأمر إمام زمانه وإن رآه يؤذن في مكن خراب عمر ذلك المكان وإن رآه كأنه يؤاكله فذلك أمر منه إياه بإيتاء زكاة ماله فإن رأى النبي صلى الله عليه و سلم قد مات فإنه يموت من نسله واحد وإن رأى جنازته في بقعة حدثت في تلك البقعة مصيبة عظيمة فإن رأى أنه شيع جنازته حتى قبره فإنه يميل إلى البدعة وإن رأى أنه قد زار قبره أصاب مالا عظيما وإن رأى كأنه ابن النبي وليس من نسله دلت رؤياه على خلوص إيمانه وإن رأى
كأنه أبو النبي عليه السلام دل على وهن وضعف إيمانه ويقينه ورؤية الرجل الواحد رسول الله صلى الله عليه و سلم في منامه لا تخص بل تعم جماعة المسلمين
( روي ) أن أم الفضل قالت لرسول الله صلى الله عليه و سلم : ( رأيت في المنام كان بضعة من جسدك قطعت فوضعت في حجري ) . فقال خيرا رأيت تلد فاطمة إن شاء الله غلاما فيوضع في حجرك فولدت فاطمة الحسين عليهما السلام فوضع في حجرها وروي أن امرأة قالت يا رسول الله رأيت في المنام كأن بعض جسدك في بيتي قال : ( تلد فاطمة غلاما فترضعيه ) . فولدت الحسين فأرضعته فإن رأى النبي صلى الله عليه و سلم قد أعطاه شيئا من مستحب متاع الدنيا أو طعام أو شراب فإنه خير يناله بقدر ما أعطاه وإن كان ما أعطاه رديء الجوهر مثل البطيخ وغيره فإنه ينجو من أمر عظيم إلا أنه يقع به أذى وتعب فإن رأى أن عضوا من أعضائه عليه السلام عند صاحب الرؤيا قد أحرزه فإنه على بدعة في شرائعه قد استمسك بها دون سائر الشرائع من الإسلام وترك سواها دون سائر المسلمين
سمعت أبا بكر أحمد بن الحسين بن مهر أن المقري قال اشتريت جارية أحسبها
( سمعت ) أبا الحسن علي بن محمد البغدادي بمشهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : قال ابن أبي طيب الفقير كان بي طرش عشر سنين فأتيت المدينة وبت بين القبر والمنبر فرأيت نبي الله في المنام فقلت يا رسول الله أنت قلت من سأل لي الوسيلة وجبت له شفاعتي قال عافاك الله ما هكذا قلت ولكني قلت من سأل الوسيلة من عند الله وجبت لهل شفاعتي قال فذهب عني الطرش ببركة قوله عافاك الله . وحكى عبد الله الجلاء قال دخلت مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم وبي فاقة فتقدمت إلى قبر رسول الله صلى الله عليه و سلم فسلمت عليه وعلى صاحبيه رضوان الله عليهما ثم قلت يا رسول الله بي فاقة وأنا ضيفك ثم تنحيت ونمت دون القبر فرأيت النبي صلى الله عليه و سلم جاء إلي فقمت فدفع إلي رغيفا فأكلت بعضه وانتبهت وفي يدي بعض الرغيف . وعن أبي الوفا القاري الهروي قال رأيت المصطفى صلى الله عليه و سلم في المنام بفرغانة سنة ستين وثلاثمائة وكنت أقرأ عند السلطان وكانوا لا يسمعون ويتحدثون فانصرفت إلى المنزل مغتما فنمت فرأيت النبي صلى الله عليه و سلم كأنه تغير لونه فقال لي عليه السلام أتقرأ القرآن كلام الله عز و جل بين يدي قوم يتحدثون ولا يسمعون قراءتك لا تقرأ بعدها هذا إلا ما شاء الله فانتبهت وأنا ممسك للسان أربعة أشهر فإذا كانت لي حاجة أكتبها على الرقاع فحضرني أصحاب الحديث وأصحاب الرأي فأفتوا بأني آخر الأمر أتكلم فإنه قال إلا ما شاء الله وهو استثناء فنمت بعد أربعة أشهر في الموضع الذي كنت نمت فيه أولا فرأيت النبي صلى الله عليه و سلم في المنام يتهلل وجهه فقال لي قد تبت قلت نعم يا رسول الله قال من تاب تاب الله عليه أخرج لسانك فمسح لساني بسبابته وقال إذا كنت بين يدي قوم تقرأ كتاب الله فاقطع قراءتك حتى يسمعوا كلام الله فانتبهت وقد انفتح لساني بحمد الله . ومنه ما حكى أن رجلا من المياسير مرض فرأى رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات ليلة كأنه يقول له إن أردت العافية من مرضك فخذ لا ولا فلما استيقظ بعث إلى سفيان الثوري رضي الله عنه بعشرة آلف درهم وأمره أن يفرقها على الفقراء وسأله عن تعبير الرؤيا فقال معنى قوله لا ولا الزيتونة فإن الله تعالى وصفها في كتابه فقال { لا شرقية ولا غربية } وفائدة مالك ارتفاق الفقراء بك قال فتداوى بالزيتون فوهب الله له العافية ببركة استعماله أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم وتعظيمه رؤياه وبلغنا أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم في المنام فشكا إليه ضيق حاله فقال له اذهب إلى عيسى وقل له يدفع إليك ما تصلح به أمرك فقال يا رسول الله بأي علامة قال قل له بعلامة أنك رأيتني على البطحاء وكنت على نشز من الأرض فنزلت وجئتني فقلت ارجع إلى مكانك قال وكان علي بن عيسى قد عزل فردت إليه الوزارة فلما انتبه جاء إلى علي بن عيسى وهو يومئذ وزير فذكر قصته فقال صدقت فدفع إليه أربع مائة دينار فقال اقض بهذه دينك ودفع إليه أربعمائة دينار أخرى وقال اجعلها رأس مالك فإذا أنفقت لك ارجع إلي وذكر رجل يعرف عرادك من أهل البصرة وكان يبيع الطيالسة قال بعت ساجا من بعض ولاة الأهواز وكنت أختلف إليه في ثمنه فسب أبا بكر وعمر رضوان الله عليهم فمنعتني هيبته من الرد عليه فانقلبت وأنا مغموم فبت ليلتي كذلك فرأيت النبي صلى الله عليه و سلم في المنام فقلت له يا رسول الله إن فلانا سب أبا بكر وعمر رضي الله عنهما قال ائتني به فجئت به فقال أضجعه فأضجعته فقال اذبحه فتعاظم الذبح في عيني فقلت يا رسول الله أذبحه فقال لي اذبحه حتى قال ثلاث مرات فأمررت السكين على حلقه فذبحته فلما أصبحت قلت أذهب إليه أعظه وأخبره بما رأيت من رسول الله صلى الله عليه و سلم فذهبت فلما بلغت داره سمعت الولولة فقيل إنه مات وأتى ابن سيرين رجل غير مهتم في دينه قلقا فقال إني رأيت البارحة في النوم كأني قد وضعت رجلي على وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له هل بت البارحة مع خفيك قال نعم قال فاخلعهما فخلعتهما فكان تحت إحدى رجليه درهم عليه محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم
فى رأى أبو بكر الإحسائى :
ومن رأى النبي فإن كان مهموما ذهب همه أو مديونا قضى الله دينه أو مغلوبا نصر أو محبوسا أطلق أو عبدا أعتق أو غائبا رجع إلى أهل سالما أو معسرا أغناه الله أو مريضا شفا الله وإن رأته حامل ولدت ذكرا وكذا لو رآه الزوج وإن رثي ببلاد الكفار حدث فيها وباء وإن رآه إنسان غضبانا فهو مسيء أو مرتكب للسيئات وإن رآه دفن في مكان فأهله على غير سنته وإن رآه في موضع حرب أو كرب أو غلاء فإن أهله ينصرون ويرفع عنهم ما هم فيه ومن رأى أنه يتبعه ويقفو أثره فإنه يتبع سنته ومن رأى أنه يعاتب النبي صلى الله عليه وسلم أو يجادله ، أو يرفع عليه صوته ، فإن ذلك بدعا قد أحدثتها في الدين والسنن .
فى رأى ابن سرور :
من صار في صفة أشرف المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم أو صاحبه أو لبس بعض ثيابه : إرتفع ذكره ، وتشرف به أهله ومعارفه ، ويكون صالحاً في دينه ودنياه ، وأما إن أعرض عنه أو شتمه أو تغير عنه . حصل للرائي نكد ، وربما كان على أمر مكروه .
قال المصنف : رؤية سيد المرسلين عليه السلام ورؤية سائر الأنبياء تختلف بالنسبة إلى أحوال الرائي لكونهم لا يرون حقيقة في كل وقت ، فإن الرائي يقول رأيت النبي الفلاني فيفسر على ما اعتقد ، كما إذا قال : رأيت أنه أعمى فيقول : أنت على بدعة وضلالة أعمى عن الحق ونحو ذلك . وربما دل النبي عليه السلام على أمور . كما قال إنسان : رأيت كأني حامل للنبي عليه السلام فوقع من يدي مات ، فقلت له : كان لك مصحف أو كتاب حديث فضاع ، قال : نعم ، قلت : وغفلت عن / صلاتك ، وكان لك ولد فسافر ، قال : نعم ، قلت : وكان معك سراج فوقع تكسر ، فضحك وقال : صحيح ، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم يسمى السراج المنير . ونحو ذلك فقس إن شاء الله تعالى .