Boussalia Salaheddine
منذ 12 سنة
صحابي سمى بالفياض هو الصحابى الجليل ، طلحة بن عبيد الله بن سعد بن تيم بن مُرة بن كعب ، القرشى ، المكى ، أبو محمد
وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة ، وشهد طلحة رضى الله عنه أُحد ، وكان من الذين صدقوا الله فيما عاهدوه عليه ، وكان ممن سبق إلى الإسلام ، وأُوذى فى الله ، ثم هاجر ، وغاب عن بدر بسبب تجارة له كانت بالشام فحزن من أجل ذلك حزناً شديداً .
ومع ذلك فقد ضرب له الرسول عليه الصلاة والسلام بأجره وسهمه .
وأصيبت يده بالشلل بعد أن وقى الرسول صلى الله عليه وسلم بها فى غزوة أُحد ، وجُرح يومئذ أربعاً وعشرين حرحاً .
لما كان يوم أُحد ، وولى الناس ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ناحية فى اثنى عشر رجلاً ، منهم طلحة رضى الله عنه ، فأدركهم المشركون ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم :
" من للقوم ؟ "
قال طلحة : أنا ، قال: "كما أنت " فقال رجل: أنا . قال: " أنت ".
فقاتل حتى قُتل ، ثم التفت فإذا المشركون ، فقال: " من لهم ؟ " .
قال طلحة : أنا؟ قال: " كما أنت " فقال رجلٌ من الأنصار: أنا ؟
قال : "أنت " فقاتل حتى قُتل ، فلم يزل كذلك حتى بقى مع النبى صلى الله عليه
وسلم طلحة .
فقال: " من للقوم ؟ " قال طلحة: أنا ؟ فقاتل طلحة رضى الله عنه ، قتال الأحد عشر ، حتى قطعت أصابعه .
فقال: حس ،فقال صلى الله عليه وسلم : لو قلت: " باسم الله لرفعتك الملائكة ، والناس ينظرون " .أخرجه النسائى والحاكم وابن سعد.
ثم رد الله المشركين .
وعُرف طلحة بالجود والكرم ، حتى لُقب بطلحة الخير ، وطلحة الفياض .
وأتاه مالٌ من حضرموت يُقدر بسبعمائة ألف ، فبات ليلته يتململ، فقالت له زوجته: مالك ؟.
قال: تفكرت منذ الليلة ، فقلت: ما ظن رجل بربه يبيتُ وهذا المال فى بيته ؟
قالت: فأين أنت من بعض أخلائك فإذا أصبحت ، فدع بجفان وقصاع فقسمه .
فقال لها : رحمك الله ، إنك مُوفقة بنت مُوفق ، وهى أم كُلثوم بنت الصديق.
فلما أصبح ، دعا بجفان ، فقسمها بين المهاجرين والأنصار .
فعاش حميداُ سخياً ، شريفاً ، وقُتل فقيداً . رضى الله عنه
وعن مقتله رضى الله عنه يقول قيس بن أبى حازم:
رأيت مروان بن الحكم حين رمى طلحة بن عبيد الله بسهم يوم الجمل فى ركبته ، فما ينسح وجعل الدم يغزر ويسيل ، فإذا أمسكوه استمسك ، وإذا تركوه سال .
ومر على كرم الله وجهه على طلحة ، فنزل عن دابته ، وأجلسه ، ومسح الغبار عن وجهه ولحيته ، وقال:
عزيزٌ علىّّّ أبا محمد بأن أراك مجدلاً فى الأودية تحت السماء ، إلى الله أشكو سرائرى ، وأحزانى التى تموج فى جوفى .
وأخذ يترحم على طلحة رضى الله عنه ، ويقول لابنه الحسن رضى الله عنه:
يا حسن ، وددت أنى كنت مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة. أخرجه الحاكم والطبرانى فى الكبير
فرضى الله عن طلحة الفياض ، وجزى الله طلحة الخير خير الجزاء