الآباء يأكلون الحصرم والابناء يضرسون,,
واجب الأهل هذه الأيام يختلف عن واجب أهاليهم قديما ، فالايام تتغير ، والمفاهيم والظروف تختلف ،فقديما ، لم يكن هناك فضائيات ولا انترنت وكانت البساطة تعم المجتمع ، اما الآن فالزمن تغيّر، خاصة في المجتمعات الغربية حيث الفساد اكثر وأعمّ ، وطرق الضياع معبدة والمغريات منتشرة، لذلك على الأهل أن يكونوا اكثر حرصا ولا يتساهلون بموضوع التربية وعليهم الحذر الشديد في معاملة اولادهم قبل فوات الاوان .
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (التحريم،آية6)
اعلم أخي القارئ ،اختي القارئة أن تربية الأبناء مسؤولية كبيرة لهذا نجد الرسول صلى الله عليه وسلم يحمل
مسؤولية تربية الأبناء مسؤولية كاملة فقد روي عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الأبوين
:" ومسؤول عن رعيته ، كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.....، والرجل راع في أهله
والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ......"
وقال ابن القيم " قال بعض أهل العلم أن الله سبحانه وتعالى يسأل الوالد عن ولده يوم
القيامة قبل أن يسأل الولد عن والده فإنه كما للوالد حقا على ابنه فإن للابن على أبيه حق ."
لابد من بذل الجهد والعمل الدؤوب في إصلاح الأطفال وتصحيح أخطائهم على الدوام لذا
واتباع منهج عملي لتربيتهم التربية الاسلامية الصحيحة مع مراعاة فوارق الزمان والمكان.
واليكم ومضات خاطفة ونقاط سريعة تتناول بعض أسس التربية سائلة المولى عز وجل ان ينفعنا بها وان تكون خير معين ومساعد لحماية جيلنا الواعد:
عليك تلقين طفلك كلمة التوحيد (( لا إله إلا الله ، محمد رسول الله )) ، وليكن أول تعليمك إياه أن الله تعالى يراه ويسمع كلامه، ويعلم كل تصرفاته، ولا يمكن أن يغيب عنه طرفة عين.
وان يرسخ في ذهنه أن الله تعالى هو الخالق الرازق الشافي المحيي المميت ، وأنّ عليه اللجوء إليه في كلّ حال، وتحذيره من الكفر والشرك بالله،وتعريفه أركان الإيمان وتحبيبه في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتنشئته على سيرته العطرة وأخلاقه الحسنة.
وتعريفه بالحلال والحرام وكذلك تعويده ارتياد المساجد واحترامها، وأداء الصلاة في مواقيتها،و ترغيبه في كتاب الله عز وجل تلاوةً وحفظاً وتعلماً وتدبراً.
و مساعدته في اختيار الصديق الصدوق الصالح، وتجنيبه أصدقاء السوء.
وعليك تحبيبه بالأخلاق الحسنة كالصدق، والأمانة، والعفاف ،وتحذيره من الاخلاق السيئة كالكذب، والسرقة، والخيانة ،و من التشبه بأعداء الله الكافرين في جميع طرائقهم في الحياة.
كذلك ترغيب البنت في السّتر والحجاب والحياء منذ صغرها ، وعدم السماح لها بلبس الملابس القصيرة أو الضيقة أو الشفافة أو لبس ملابس الصبيان.
وعليك الاهتمام بتنمية ثقافته وذلك بجلب الكتب المفيدة وبرامج الكمبيوتر النافعة، والقصص الهادفة التي تعمل على تشكيل فكره وصبغه بالصبغة الشرعية.
وكذلك تعريفه بحقوق الوالدين، وحقوق المسلم على أخيه، وحقوق الأقارب والجيران والأصدقاء والمعلمين وغيرهم،والغرس في قلبه محبة المؤمنين وموالاتهم، وإن تباعدت ديارهم واختلفت لغاتهم وأجناسهم. وكراهية الكافرين ومعاداتهم في كل مكان. وعليك تعريفه بأعدائه وأعداء أمته الذين استباحوا حرمات المسلمين، وسلبوا ديارهم، وأراقوا دماءهم عبر العصور.
ومشاركته أوقات لعبه وفراغه، وفرحه وسروره، والتقرب منه ومن مشاكله واهتماماته.
والزرع في قلبه الثقة بنفسه، وتشجيعه على المصارحة بخطئه.
وأخيرا عليك استخدام الرفق دائماً في التوجيه والإرشاد، وعدم اللجوء إلى العنف والشدة ما دام هناك مجال للرفق.
ونصحه سرّاً ، وعدم معاقبته أمام الآخرين،واحترام عقليته ، وسِنَّه، ووجهات نظره، وتحليلاته للأمور، وإن كانت خاطئة بالنسبة إليك،و الاكثارمن الدعاء له بالهدى والصلاح، فالله تعالى هو الهادي إلى سواء السبيل.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم,,,منقول للفائده..تحياتي